فالتفتت نحوي باهتمام لأول مرة متسائلة: حقا؟ - بيت كبير؛ إنه قديم، ولكنه مكون من طابقين. - الطابق شقة؟ - كلا ... إنه ليس مقسما إلى شقق.
فسألني عم أحمد: ممكن تستقل بطابق؟ - ممكن جدا.
فسألت هي: ألا يضايق ذلك الأسرة؟ - إني أقيم فيه وحدي.
فرفعت حاجبيها معرضة عني، فقلت مدافعا عن حسن نيتي: ستجدين الطابق آمنا أنت وأسرتك.
فلم تنبس معتبرة الموضوع منتهيا، أما عم أحمد فسألني: وكم الإيجار؟ - لم يستأجره أحد من قبل، ولست طماعا بحال.
فسألني جادا: هل آتيك بساكن؟
فقلت بنبرة إعلامية: لا أود ذلك؛ إنه بيت الأسرة وله ذكرياته، وإنما أردت أن أقدم خدمة للآنسة، بصفتها زميلة لي في المسرح.
فضحك عم أحمد برجل، وقال: أعطنا فرصة للتفكير، وربنا يسهل.
وذهبت الآنسة مخلفة في نفسي انتعاشا وحيوية ورغبة حريفة. •••
ها هي مقوسة فوق كرسيها متشابكة الذراعين، تعكس عيناها نظرة قرف ممتعضة، وتنعقد فوق جبينها تكشيرة كاللعنة؛ أليست الوحدة خيرا من عشير النكد؟ أين الانبهار القديم؟ أين سكرته المشعشعة؟ في أي مستقر من الكون تحنطت؟ •••
ناپیژندل شوی مخ