افکار او خلک: د لويديځ فکر کيسه

محمود محمود d. 1450 AH
48

افکار او خلک: د لويديځ فکر کيسه

أفكار ورجال: قصة الفكر الغربي

ژانرونه

ولما أقبلت آخرا من خوفي،

حسبت الطعام المقبل برسيما مجففا.

أما بالنسبة إلينا فإن أهم اتجاه سارت فيه الثقافة الهلينستية هو الواقعية، أو الاتجاه نحو استعادة جانب من جوانب الحياة الخارجية، أو الطبيعة، أو استعادة أمينة بالمجهود البشري. والواقعية بهذا المعنى تتغلغل في الثقافة الهلينستية لدرجة التطرف؛ لأن الصدق في هذه الدنيا يمكن في الواقع أن يساير الخيال. وفي العالم الخارجي مجال فسيح أو مدى واسع من الأمثلة المحسوسة تبلغ من العظمة بمقدار ما يستطيع الخيال البشري أن يحيط. والتطرف نادر، وهو نادر جدا أحيانا، واستخدامه قصدا في عمل فني، وبخاصة في الفنون التشكيلية، كان مما لا يرضى عنه الإغريق في العصر العظيم. في حين أن استخدامه بهذه الطريقة كان مما يتفق ومزاج الإغريق في العصر الهلينستي، بل لعله كان يشبعه ويرضيه. ومهما يكن من أمر فإن الإغريق الهلينستيين تمادوا فصوروا كل تجعيدة في الجلد، وكل زائدة، وكل نتوء.

وفي هذا العصر - على سبيل المثال - تروى حكايات عجيبة عن الواقعية التي حققها كبار المصورين، وتروى قصص عن الناظرين إلى الصور الذين حاولوا أن يجمعوا الثمار من الصورة أو أن يجذبوا الستائر المصورة فوق الجدران. واحتلت الكوميديا الواقعية الجديدة لميناندر، الذي وضع على خشبة المسرح رجالا ونساء عاديين، وجعلهم يسلكون سلوك الذكور والإناث، واحتلت هذه الكوميديا مكانة الكوميديا القديمة لأرستوفان، التي كانت لا تزال مرتبطة بتقاليد الطقوس التي تقام في حفل ديونيسس. وقد كتب أحد النقاد المعجبين بميناندر عنه هذه العبارة: «أي ميناندر ... أيتها الحياة ... إني لأعجب أيكما نقل عن الآخر؟» ولم يصل إلينا من أعمال ميناندر إلا مقطوعات مجزأة، ويجب أن نذكر أن العبارة السالفة بمقاييسنا فيها شيء من المبالغة؛ لأن تعلق ميناندر بحكايات اللقطاء، والإغواء، وتقلبات الحظ المفاجئة، ومشاهد اللقاء، يبدو لنا فيه شيء من الافتعال والتكلف.

ولكنا نستطيع على وجه العموم أن نرى في هذه الواقعية الأدبية والفنية شيئا مألوفا لنا. وإذا كان هؤلاء الواقعيون يجدون الواقع في كثير من الأحيان كئيبا أو تافها، أو كلا الأمرين معا، فكذلك كان الواقعيون في القرن التاسع عشر. وإذا كان الواقعيون أحيانا يثبون من المألوف العادي إلى العجيب الرائع فنحن أيضا على علم بهذا الوثب. ونستطيع أن نرى أنفسنا في رجال ونساء الفن الهلينستي، أيسر كثيرا مما نرى أنفسنا في رجال ونساء فن الثقافة العظمى؛ لأنهم يبتعدون عنا إلى درجة ما بما لديهم من كمال - وبما لديهم من أسباب النقص. وإليك جزءا من تمثيلية صامتة لثيوقريطس، وقد رددته الألسن أجيالا عدة مع التعليق بأن هذا الجزء كان من الممكن أن يكتب بالأمس فقط. هنا نجد جورجو، وهي سيدة من الإسكندرية، تنادي صديقتها براكسينو، التي كانت في دارها مع طفلها ووصيفتها:

جورجو :

هل براكسينو بالدار؟

براكسينو :

أنا هنا أخيرا يا عزيزتي، على أتم استعداد ...

جورجو :

ناپیژندل شوی مخ