اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

محمود ابو ريه d. 1390 AH
97

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

كلامنا فيه ، وإنما كلامنا في اختلاف الالفاظ التى تعرض من أجل نقل الحديث على المعنى . ووجه الغلط الواقع من هذه الجهة ، أن الناس يتفاضلون في صورهم وألوانهم وغير ذلك من أمورهم وأحوالهم ، فربما اتفق أن يسمع الراوي الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره ، فيتصور معناه في نفسه على غير الجهة التى أرادها ، وإذا عبر عن ذلك المعنى الذى تصور في نفسه بألفاظ أخرى ، كان قد حدت بخلاف ما سمع من غير قصد منه إلى ذلك - وذلك أن الكلام الواحد قد يحتمل معنيين وثلاثة ، وقد تكون فيه اللفظة المشتركة التى تقع على الشئ وضده ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " قصوا الشارب واعفوا اللحى " ففى مثل هذا يجوز أن يذهب النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المعنى الواحد ويذهب الراوي عنه إلى المعنى الآخر ، فإذا أدى معنى ما سمع دون لفظه بعينه ، كان قد روى عنه ضد ما أراده غير عامد ، ولو أدى لفظه بعينه ، لاوشك أن يفهم منه الآخر ما لم يفهم الاول ، وقد علم (صلى الله عليه وسلم) أن هذا سيعرض بعده فقال محذرا من ذلك : " نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها . فرب مبلغ أوعى من سامع " . . . العلة الثالثة وهي الجهل بالاعراب ومباني كلام العرب ومجازاتها ، وذلك أن كثيرا من رواة الحديث قوم جهال باللسان العربي لا يفرقون بين المرفوع والمنصوب والمحفوض . ولعمري لو أن العرب وضعت لكل معنى لفظا يؤدى عنه لا يلتبس بغيره ، لكان لهم عذر في ترك تعلم الاعراب ، ولم يكن بهم حاجة إليه في معرفة الخطأ من الصواب . ولكن العرب قد تفرق بين المعنيين المتضادين بالحركات فقط ، واللفظ واحد - ألا ترى أن الفاعل والمفعول ليس بينهما أكثر من الرفع والنصب - فربما حدث المحدث بالحديث ، فرفع لفظة منه ينوى بها أنها فاعلة ، ونصب أخرى ينوي بها أنها مفعولة ، فنقل عنه السامع ذلك الحديث فرفع ما نصب ونصب ما رفع جهلا منه بما بين الامرين فانعكس المعنى إلى ضد ما أراده المحدث الاول .

--- [ 101 ]

مخ ۱۰۰