اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې
أضواء على السنة المحمدية
ژانرونه
كيف روى الحديث ؟ بعد نهى النبي عن كتابته يحسب الذين لا خبرة لهم بالعلم ، ولا علم عندهم بالخبرة ، أن أحاديث الرسول التى يقرءونها في الكتب ، أو يسمعونها ممن يتحدثون بها ، قد جاءت صحيحة المبنى محكمة التأليف ، وأن ألفاظها قد وصلت إلى الرواة مصونة كما نطبق النبي بها ، بلا تحريف فيها ولا تبديل . وكذلك يحسبون أن الصحابة ومن جاء من بعدهم ، ممن حملوا عنهم أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى زمن التدوين ، قد نقلوا هذه الاحاديث بنصها كما سمعوها ، وأدوها على وجهها كما تلقوها ، فلم ينلها تغيير ولا اعتراها تبديل ، ومما وقر في أذهان الناس أن هؤلاء الرواة قد كانوا جميعا صنفا خاصا بين بنى آدم في جودة الحفظ ، وكمال الضبط وقوة الذاكرة ، وأن أذهانهم قد فطرت على صورة خاصة غير ما فطرت عليه أذهان البشر جميعا ، فكل ما يسمعونه ينقش على ألواحها ، فلا تفلت منه كلمة ، ولا يشذ عنه حرف . ولقد كان ولا جرم لهذا الفهم أثر بالغ في أفكار شيوخ الدين - إلا من عصم ربك - فاعتقدوا أن هذه الاحاديث في منزلة آيات الكتاب العزيز ، من وجوب التسليم بها ، وفرض الاذعان لاحكامها ، بحيث يأثم أو يرتد أو يفسق من يخالفها ، ويستتاب من أنكرها أو شك فيها . من أجل ذلك رأينا أن نشبع القول في هذا الامر ، ليعلم الناس وجه الحق فيه ، ويدركوا أن الاحاديث التى جاءتهم عن رسول الله صلوات الله عليه قد رويت عنه بمعناها ، لما لم يستطيعوا أن يأتوا بها على حقيقة مبناها ، لنسيان أصلها أو لمضى الزمن عليها في أذهانهم عندما رووها ، وأن كل راو قد روى ما بقى في ذهنه من هذا المعنى بعد أن عجزت ذاكرته عن ضبط ألفاظه . ولم يكونوا قد عنوا في أول الامر بتدوينه ، وعلى أن الامر قد جرى على رواية الحديث بالمعنى ، حتى لم يختلف
--- [ 77 ]
مخ ۷۶