اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

محمود ابو ريه d. 1390 AH
49

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

" ألا وإنى أوتيت الكتاب ومثله معه " وفي وراية : " إلا إنى أوتيت القرآن ومثله معه " . وهذا الحديث من أغرب ما قذفته الرواية في سيلها ! لان النبي إذا كان قد أوتى مثل " الكتاب " أو " مثل القرآن " فمعنى ذلك أنه قد أوتى ذلك ليكون تماما على القرآن وإكمالا له لبيان دينه وشريعته - وإذا كان الامر كذلك فلم لم يعن النبي بكتابة هذا " المثل " في حياته ، عندما تلقاه عن ربه ، كما عنى بكتابة القرآن ؟ ولم لم يجعل له كتابا يقيدونه عند نزوله ، كما جعل للقرآن كتابا ؟ ولم اقتصر في النهى عن كتابة غير القرآن وأغفل هذا المثل فقال : " لا تكتبوا عنى شيئا غير القرآن " ولم يقل - وغير ما أوتيته معه وهو " مثله ! ! " . وهنا يجوز لسائل أن يسأل : هل يصح أن يدع النبي نصف ما أوحاه الله إليه يغدو بين الاذهان بغير قيد ، يمسكه هذا ، وينساه ذاك ، ويتزيد فيه ذلك ! مما يصيب غير المدون في كتاب محفوظ ؟ وهل يكون الرسول بعمله هذا قد بلغ الرسالة على وجهها ، وأدى الامانة كاملة إلى أهلها ! ! وأين كان هذا الحديث عندما قال النبي في مرضه الاخير الذى انقلب بعده إلى ربه ، وبعد أن نزلت الآية : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الاسلام دينا " : إنى والله ما تمسكوا على بشئ ، إني لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن (1) ، ثم أين كان هذا الحديث عند ما قال أبو بكر للناس : بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ! وعندما قال عمر عندما طلب النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يحتضر أن يكتب للناس كتابا لن يضلوا بعده : حسبنا كتاب الله ! ولم لم يشفق عمر من ضياع هذا " المثل " ، وهو بزعمهم نصف ما أوحى الله به إلى النبي ، فيذكره لابي بكر عندما فزع إليه في أن يجمع القرآن ويكتبه بعد وقعة اليمامة ؟ ! ثم أين كان هذا المثل عندما أجابت عائشة في خلق النبي ، إذ كان عليها أن تقول كان خلقه القرآن ومثله معه ؟ ولكنها اكتفت بقولها : كان خلقه القرآن !

---

(1) ص 332 ج 4 سيرة ابن هشام . (*)

--- [ 53 ]

مخ ۵۲