لك فى ثراها رمة وعظام (5) ويذكر الدكتور ، مصطفى جواد انه كان المؤرخون إذا قالوا " إن لفلان تربة أو ابتنى فلان تربة دل قولهم على وجود القبة ، فالتربة عند المؤرخين معناها القبر ذو مشهد وقبة(1) وإلى ذلك أشار ابن خلكان فى ترجمته لمظفر الدين ابن سعيد كوكيرى صاحب اربل " وبنى له تربة أيضا هنالك أى فى مكة "(2) وفى موضع آخر " ثم نقل الى قلعة اربل ودفن بها ثم حمل بوصية منه الى مكة شرفها الله تعالى وكان قد اعد له بها قبة تحت الجبل فى ذيلة يدفن فيها (3) والتربة كانت تقام مستقلة أو فى مبنى خاص يغطيها قبة وتتصل بمصلى أو مدرسة أو مسجد له عناصره المعمارية وجزء منه أو بجانبه تحتله التربة(4) وهذه الترب غنية بالزخارف الفنية قد تفوق فى بعض الأحيان المسجد الواقع بجواره ، أما التربة بحد ذاتها فهى حفرة بسيطة متجهة نحو القبلة واسعة الفتحة يحفر فيها مستطيل آخر اقل اتساعا ويسجى على أرضه الميت المكفن وتسقف الحفرة الصغيرة بقطع مستطيلة من الحجارة ترتكز جوانبها فوق المستطيل الضيق ويحثى فوقها التراب ثم يقام فوق الأرض بناء ظاهر لا يتجاوز مهما ارتفع قامة الإنسان لذلك نرى اكثر التراب فى مدافن المسلمين قليلة الارتفاع تكاد لا تعلو سنتيمترات معدوده(5) وهذا الوصف الذى اورده الدكتور / عبد الرحيم غالب ما هو الاوصف لقبر وليس لتربة اذ ان التربة ما هى الا بناء يضم اكثر من وحدة معمارية من بينها المقبر والقبة التى تغطيه ، مما يدل على ان التربه كيان معمارى مستقل بذاته لا يقصد به القبر ذو القبة فقط ، ويؤكد ذلك ان بعض الترب تحتوى على مدافن ذات قباب عليها نصوص تأسيسة بصيغه امر بأنشاء والقبة المباركة ، او كان الفراع من هذه القبه المباركة " مما يدل على انه لوكان بلفظ التربة المقبره او المدفن ذى القبه فقط لا قتصر النص على احد اللفظين ، كما تؤكد البقايا المعمارية ان المدفن ذا القبة جزاء من التربه وليس التريه كلها ، ويتضح ذلك من بقايا تربة الامير تتكزبغا والمكونه من صحن اوسط مكشوف يتقدمه ايوان صغير يتوسط صدره المحراب ويتقدم المحراب مباشرة قبة مفتوحة الجوانب ومئذنه.
المشهد:
مخ ۱۹