مع العلم أن الضريح قد بنى منذ البداية مزارا للشيخ ووضع له تابوت والذى لا نعرف متى عمل هذا التابوت وهل كان تركيبه رخامية كالتراكيب التى فى المدرسة الأشرفية بتعز وتجدر الإشارة إلى أن التابوت الذى خربه الإمام أحمد كان مصنوعا من الخشب ولقد حطمه الإمام ولم نعرف له وضعا حتى نعطى وصفا موجزا أو تخيليا لما كان عليه وربما أنه كان سيلقى الضوء على كيفية صناعة التابوت إلى جانب الزخارف الكتابية منها والنباتية والهندسية.
وهنا أجد لزاما على أن أنوه إلى أنه لا يوجد فى المناطق الجنوبية توابيت خشبية وما وجد فتراكيب من الحجر أو الرخام أو مبنية من الآجر كما هو الحال فى المدرسة الأشرفية وأما بالنسبة للتوابيت الخشبية فقد قام الإمام بتحطيمها وتكسيرها ورميها إلى أماكن لا تعرف مما أفقدنا حلقة من حلقة تاريخ الفنون الإسلامية اليمنية.
ولا نعرف لماذا أقدم الإمام على فعلته النكراء هل حبا فى الإسلام أم التعصب الأعمى والحقد على أضرحة علماء السنة، والتى لم يخسر فيها عامة الناس بل ومثقفيهم وها نحن فقدنا أغلى ممتلك ثقافى خسرته ليس اليمن فحسب بل العالم الإسلامى الذى تزخر متاحفه بالممتلكات الثقافية والذى كان أولى بالإمام أن ينقله إلى بيته الذى أصبح متحفا فى تعز.
كما حرمنا الإمام من العناصر الفنية التى كانت تزين جوانب هذا التابوت والذى فقده أجيال اليمن من الطلاب والمهتمين بتراثهم الثقافى.
هذا ولقد أعيد عمل تابوت حديث سنة 1386ه بعد قيام الثورة اليمنية بست سنوات وغطى بقماش أخضر زين بكتابات عليها عبارات التوحيد والبسملة، وكذلك اسم الشيخ أحمد ابن علوان.
مخ ۱۶۴