Adilla Tahrim Halq Al-Lihya
أدلة تحريم حلق اللحية
د ایډیشن شمېره
الرابعة
د چاپ کال
١٤٠٥هـ - ١٩٨٥ م
ژانرونه
كيفية إعفاء اللحية وحف الشارب
قال ﷺ: «انْهَكُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى» (١)
قوله (أنهكوا) أي: بالغوا في القص، ومثله (جزوا) والمراد للمبالغة في قص ما طال على الشفة لا حلق الشارب كله، فإنه خلاف السنة العملية الثابتة عنه ﷺ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُصُّ أَوْ يَأْخُذُ مِنْ شَارِبِهِ، قَالَ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ يَفْعَلُهُ " (٢).
قال القارئ معلقا: فالإقتداء بالحبيب بعد الخليل يورث الأجر الجميل والثواب الجزيل (٣) اهـ.
وقال الشيخ أحمد الدهلوي في مسائل اللحية: قال الشيخ ولي الدين العراقي في شرح أبي داود: الحكمة في قص الشارب أمر حنيفي -أي إبراهيمي- وهو تحسين الهيئة والتنظيف، وقد يرجع تحسين الهيئة إلى الدين، ولعل في قوله تعالى: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ إشارة إليها كأنه قال: فلا تغيروها بما يزيل حسنها ومنظرها، كما قال تعالى حكاية عن إبليس:
﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ (٤) اهـ. ولهذا لما سئل الإمام مالك ﵀ عمن يحفى شاربه؟
(١) رواه البخاري ومسلم وأبو عوانة وغيربم عن ابن عمر ﵄، وأنظر فتح الباري (١٠/ ٢٨٥ - ٢٨٦)
(٢) أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب، وأقره الحافظ على تحسينه في الفتح.
(٣) مرقاة المفاتيح (٢/ ٤٦٢).
(٤) مسائل اللحية ص ١١
1 / 71