وأَنشد يونس البصريّ:
إِذا أَهلُ الكرامةِ أَكرموني ... فَلا أَرْجو الهوانَ مِنَ اللِّئامِ
وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
ما تَرْتَجي حينَ تُلاقي الذَّائدا ... أَسَبْعَةً لاقتْ معًا أَم واحدا
أَراد: ما تخاف.
قال أَبو بكر: فكلام العرب في الرجاء على ما ذكر الفَرَّاءُ. وقالَ المفسِّرون خلاف ما روى الكلبيّ في المعنى الَّذي أَبطل صحتَه الفَرَّاءُ: وترجون من ثواب الله وتطمعون من حسن العاقبة والظَّفَر والغلَبة لأعدائكم فيما لا يَطْمع أَعداؤُكم، ولا يؤمَّلون مثلَه. وقالَ آخرون: إِذا وقع الحرفُ على معنيين متضادين، فمحالٌ أَن يَكُونُ العربيّ أَوقعه عليهما بمساواةٍ منه بينهما ولكنّ أَحد المعنيين لحيٍّ من العرب، والمعنى الآخر لحيٍّ غيره، ثمَّ سَمِعَ بعضُهم لغَة بعض، فأَخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، قالوا: فالجَوْن الأَبيض في لُغَة حيٍّ من العرب، والجَوْن الأَسود في لُغَة حيٍّ آخر،
1 / 11