ومن هنا، تتكامل الطبيعة البشرية عندما يزداد شعورنا بالآخرين ويقل تمركزنا حول أنفسنا، وعندما نكبح أنانيتنا ونطلق العنان لنزعاتنا الخيرية؛ وهكذا فقط يمكن أن يضحى فيما بين البشر تناغم في المشاعر والأهواء، تكمن فيه اللياقة والقوة الأخلاقية.
3 (3) الثواب والعقاب والمجتمع
يناقش سميث بعد ذلك السلوك اللائق لمختلف المشاعر كالجوع والحب والطيبة والاستياء،
4
ثم ينتقل إلى البحث عن السلوك الذي يستحق الثواب أو العقاب.
لتحديد هذا الموضوع، يقول سميث بأن علينا الفصل بين النتيجة والدافع، فإذا كان أحدهم ينتفع من العون الذي يقدمه شخص آخر، فلا يمكننا أن نتعاطف بالكامل مع شعور المنتفع بالامتنان، إلا إذا كان من قدم له العون قد انطلق في فعله من دافع نتفق معه، كما لا يمكننا التعاطف مع شعور أحدهم بالاستياء من فعل مضر، إلا إذا كان هذا الفعل ناشئا من دافع لا نوافق عليه.
5
فلا يمكننا أن نعتقد بأن فعل العون يستحق الثواب إلا إذا كان منبثقا من دافع إيجابي، ولا يمكننا أن نعتقد بأن الفعل المضر يستحق العقاب إلا إذا كان منبثقا من دافع سلبي.
6
إن العقاب والثواب لهما وظيفة اجتماعية مهمة؛ فنحن نوافق على الفعل الذي ينفع المجتمع ونثيب عليه، ولا نوافق على الفعل الذي يضره ونعاقب عليه، و«مجرد وجود المجتمع يتطلب أن يتم كبت تعمد الأذى غير المستحق وغير المبرر بعقوبات مناسبة؛ ونتيجة لذلك يجب أن يعتبر تطبيق هذه العقوبات فعلا ملائما جديرا بالثناء».
ناپیژندل شوی مخ