ادبیات ژبه عربیه
أدبيات اللغة العربية
ژانرونه
وكان المعروف من الخط في ذلك العصر نوعين ؛ أحدهما يستعمل في كتابة المصاحف ونحوها والمسكوكات مما يحتاج فيه إلى التأنق والإجادة وحسن النسق، وثانيهما يستعمل في كتابة الرسائل ونحوها مما يطلب فيه الإسراع ولا يحتاج فيه إلى التأنق وزيادة التحسين. والنوع الأول هو المعروف بالخط الكوفي، وأما النوع الثاني فإنه أصل خط النسخ، ارتقى في الحسن والجودة شيئا فشيئا حتى تحول إلى ما هو عليه اليوم.
ثم إن الخط بنوعيه انتقل إلى الأمصار التي انتشر فيها الإسلام وتنوعت أشكاله ورسومه، فانتقل في عصر الأمويين إلى أفريقية وتولد منه الخط المغربي المستعمل الآن في المغرب الأقصى والجزائر وتونس وطرابلس.
النثر والنظم وفضل القرآن الكريم على اللغة العربية في تهذيبها وترقيتها
قد أخذت اللغة العربية عند ظهور الإسلام وجهة دينية من القيام بالدعوة إلى الدين والوعظ وتبيين العقائد الصحيحة وقواعد الإسلام وأصوله وأحكامه وحكمه وآدابه.
وإنك لترى في كلام الصدر الأول من أهل الإسلام الحث على اتباع الدين والتمسك به، وإعلاء كلمة الحق، والعمل للآخرة، والأخذ من الدنيا بنصيب، والتحذير من الاسترسال مع الشهوات والأهواء والنظر إلى خيرات الأقاليم التي فتحها المسلمون والتطلع إليها؛ خوف الوقوع في الزلل، فترى رسائل هذا العصر المنير وخطبه تردد صدى الكتاب العزيز حاثة على الفضيلة منفرة من الرذيلة، وكلها جاء فيه اللفظ تابعا للمعنى لم يتعمد فيه ضرب من ضروب الصنعة الكلامية، صادرة عن شعور حي ووجدان صادق، ولذا نفذت إلى سويداء القلوب وأصابت مواقع الوجدان. وإذا كان الكلام خارجا من القلب فإنه يقع في القلب، وإذا لم يكن صادرا إلا عن اللسان فإنه لا يتجاوز الآذان.
وقد قضت هذه الحكم والمواعظ والخطب والنصائح على الرذائل والأوهام بالزوال، وفسحت للفضائل والحقائق فرأت أهلا ومكانا سهلا، فتحلت بها النفوس والعقول، وقويت العزائم، وعلت الهمم فساد المسلمون جميع الأمم.
ويرى الناظر إلى حالة اللغة في عصر الدولة الأموية أنها انتقلت إلى حالة أجمل مما كانت عليه؛ لانتقال القوم من البداوة إلى الحضارة، ومن سكنى الخيام إلى سكنى القصور، فاتسعت مداركهم وزادت تجاربهم، وقوي فيه الخيال، وكثرت التصورات، وانتقلوا من حال إلى حال، فأشعر ذلك نفوسهم معاني جديدة ووجدانا وعلما لم يكونا من قبل، فاحتاجوا إلى العبارة عن ذلك بما يلائمه من الألفاظ والتراكيب، وساعدهم على صوغ العبارات في القالب اللائق بها قوة اللغة واتساعها وأخذهم بزمامها، وقد ظهر ذلك في خطبهم ورسائلهم ظهورا بينا.
وكانت موضوعاتها في الغالب الوعظ والإرشاد، والذود عن الحقوق، وإيقاف الأطماع عند حدها، وكبت الخارجين، وتأليف الأحزاب، وتوحيد الكلمة.
وكانت العبارات لا تزال آخذة أسلوبا حيا مؤثرا مع إحكام صنعة وحسن عبارة وجودة مقاطع. (7) الخطابة
كانت خطب الصدر الأول من الإسلام في أسمى طبقات الفصاحة والبلاغة كما ترى ذلك في خطب الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة والتابعين، كمعاوية وزياد وعبد الملك والحجاج وقطري بن الفجاءة وأبي حمزة وواصل بن عطاء. والفضل في ارتقاء الخطابة يرجع إلى الكتاب المبين من وجوه كما بين ذلك صاحب كتاب «أشهر مشاهير الإسلام»، قال في بيان هذه الوجوه: (1)
ناپیژندل شوی مخ