174

ادب طلب

أدب الطلب

ایډیټر

عبد الله يحيى السريحي

خپرندوی

دار ابن حزم

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

د خپرونکي ځای

لبنان / بيروت

ژانرونه

ادب
تصوف
فِي مصَالح الْمُسلمين من أهم الْأُمُور وأوجبها فَإِن فِي عدم إنكارها وإبطالها مفْسدَة عَظِيمَة تنشأ عَنْهَا الاعتقادات الْبَاطِلَة المفضية بصاحبها إِلَى نوع من أَنْوَاع الشّرك وَهُوَ لَا يشْعر
الْإِجْمَاع وَالْقِيَاس وَالِاجْتِهَاد وَالِاسْتِحْسَان
وَمن جملَة مَا يَنْبَغِي لطَالب الْحق أَن يتصوره ويحذر من قبُوله بِدُونِ كشف عَنهُ مَا يَجعله كثير من أهل الْعلم دَلِيلا يستدلون بِهِ على إِثْبَات الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة على الْعباد وَهُوَ الْإِجْمَاع وَالْقِيَاس وَالِاجْتِهَاد وَالِاسْتِحْسَان
الْإِجْمَاع
فَأَما الْإِجْمَاع فقد أوضحت فِي كثير من مؤلفاتي أَنه لَيْسَ بِدَلِيل شَرْعِي على فرض إِمْكَانه لعدم وُرُود دَلِيل يدل على حجيته
وأوضحت انه لَيْسَ بممكن لاتساع الْبِلَاد الإسلامية وَكَثْرَة الحاملين للْعلم وخمول كثير مِنْهُم فِي كل عصر من الْأَعْصَار مُنْذُ قَامَ الْإِسْلَام إِلَى هَذِه الْغَايَة وَتعذر الاستقراء التَّام لما عِنْد كل وَاحِد مِنْهُم وَأَن الْأَعْمَار الطَّوِيلَة لَا تتسع لذَلِك فضلا عَن الْأَعْمَار القصيرة
فَإِن الْمَدِينَة الواسعة قد يعجز من هُوَ من أَهلهَا أَن يعرف مَا عِنْد كل فَرد من أَفْرَاد علمائها بل قد يعجز عَن معرفَة كل عَالم فِيهَا كَمَا هُوَ مشَاهد محسوس مَعْلُوم لكل فَرد فَكيف بِالْمَدَائِنِ المتباينة فَكيف بِجَمِيعِ الأقطار الإسلامية

1 / 204