ادب طلب
أدب الطلب
ایډیټر
عبد الله يحيى السريحي
خپرندوی
دار ابن حزم
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩هـ - ١٩٩٨م
د خپرونکي ځای
لبنان / بيروت
فِي مصَالح الْمُسلمين من أهم الْأُمُور وأوجبها فَإِن فِي عدم إنكارها وإبطالها مفْسدَة عَظِيمَة تنشأ عَنْهَا الاعتقادات الْبَاطِلَة المفضية بصاحبها إِلَى نوع من أَنْوَاع الشّرك وَهُوَ لَا يشْعر
الْإِجْمَاع وَالْقِيَاس وَالِاجْتِهَاد وَالِاسْتِحْسَان
وَمن جملَة مَا يَنْبَغِي لطَالب الْحق أَن يتصوره ويحذر من قبُوله بِدُونِ كشف عَنهُ مَا يَجعله كثير من أهل الْعلم دَلِيلا يستدلون بِهِ على إِثْبَات الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة على الْعباد وَهُوَ الْإِجْمَاع وَالْقِيَاس وَالِاجْتِهَاد وَالِاسْتِحْسَان
الْإِجْمَاع
فَأَما الْإِجْمَاع فقد أوضحت فِي كثير من مؤلفاتي أَنه لَيْسَ بِدَلِيل شَرْعِي على فرض إِمْكَانه لعدم وُرُود دَلِيل يدل على حجيته
وأوضحت انه لَيْسَ بممكن لاتساع الْبِلَاد الإسلامية وَكَثْرَة الحاملين للْعلم وخمول كثير مِنْهُم فِي كل عصر من الْأَعْصَار مُنْذُ قَامَ الْإِسْلَام إِلَى هَذِه الْغَايَة وَتعذر الاستقراء التَّام لما عِنْد كل وَاحِد مِنْهُم وَأَن الْأَعْمَار الطَّوِيلَة لَا تتسع لذَلِك فضلا عَن الْأَعْمَار القصيرة
فَإِن الْمَدِينَة الواسعة قد يعجز من هُوَ من أَهلهَا أَن يعرف مَا عِنْد كل فَرد من أَفْرَاد علمائها بل قد يعجز عَن معرفَة كل عَالم فِيهَا كَمَا هُوَ مشَاهد محسوس مَعْلُوم لكل فَرد فَكيف بِالْمَدَائِنِ المتباينة فَكيف بِجَمِيعِ الأقطار الإسلامية
1 / 204