275

ودخل عبد الله بن طاهر على المأمون فقال له المأمون : أي شيء تحفظ يا عبد الله لدعبل ، فقال احفظ ابياتا له في أهل البيت أمير المؤمنين ، قال : هاتها ويحك ، فانشده عبد الله قول دعبل :

سقيا ورعيا لأيام الصبابات

أيام أرفل في أثواب لذاتي

فقال المأمون : انه قد وجد والله مقالا ونال ببعيد ذكرهم ما لا يناله في وصف غيرهم ، ثم قال المأمون: لقد احسن في وصف سفر سافره فطال ذلك السفر عليه فقال فيه:

ألم يأن للسفر الذين تحملوا

إلى وطن قبل الممات رجوع

ثم قال : ما سافرت قط الا كانت هذه الأبيات نصب عيني في سفري وهجيرتي ومسيلتي حتى أعود.

قال ابن قتيبه في « الشعروالشعراء » وهو القائل :

يموت رديء الشعر من قبل اهله

وجيده يحيا وإن مات قائله

مخ ۳۰۴