249

ويكنى ابا الحسن. ويلقب بالاكبر لأنه الأكبر من أخيه علي الأصغر.

قال السيد هبة الدين الشهرستاني : وكما شابه النبي في الجسم فقد شابه جده عليا في الاسم كما شابهه في الشجاعة وفي تعصبه للحق حتى انه يوم قال الحسين أثناء مسيره : كأني بفارس قد عن لي على فرس يقول القوم يسيرون والمنايا تسرى اليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت الينا ، فقال له : يا أبت لا اراك الله سوء السنا على الحق ، قال : بلى والذي اليه مرجع العباد : قال يا أبت اذن لا نبالي بالموت ، فقال له : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده.

قال أبو الفرج وغيره : وكان اول من قتل بالطف من بني هاشم بعد أنصار الحسين علي بن الحسين عليه السلام ، فانه لما نظر الى وحدة أبيه تقدم اليه ، وهو على فرس له يدعى ذا الجناح فاستأذنه في البراز وكان من أصبح الناس وجها واحسنهم خلقا ، فأرخى عينيه بالدموع وأطرق ، ثم قال : وقد رفع شيبته الى السماء اللهم اشهد على هؤلاء فانه قد برز اليهم غلام اشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك وكنا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا اليه ؛ ثم صاح : يابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظني في رسول الله ، فلما فهم علي الإذن من أبيه شد على القوم وهو يقول :

أنا علي بن الحسين بن علي

نحن وبيت الله أولى بالنبي

والله لايحكم فينا ابن الدعي

فقاتل قتالا شديدا ، ثم عاد إلى أبيه وهو يقول : يا أبت العطش قد قتلني وثقل الحديد قد اجهدني. فبكى الحسين عليه السلام وقال : واغوثاه أنى لي بالماء فقاتل يابني قليلا واصبر فما اسرع الملتقى بجدك

مخ ۲۷۵