234

وروى انه حج على ناقته عشرين حجة فما فزعها بسوط ، وفي رواية اثنتين وعشرين حجة ، ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت : أأطنب أم أختصر؟ فقيل لها بل اختصري : فقالت : ما أتيته بطعام في نهار قط وما فرشت له فراشا بليل قط. وجرى ذكره في مجالس عمر بن عبد العزيز فقال : ذهب سراج الدنيا وجمال الاسلام زين العابدين. وكان عليه السلام لا يضرب مملوكا له ، بل يكتب ذنبه عنده حتى اذا كان شهر رمضان جمعهم وقررهم بذنوبهم وطلب منهم أن يستغفروا الله كما غفر لهم ثم يعتقهم ويجيزهم بجوائز ، اي يقض عليهم الهبات والصلاة ، وما استخدم خادما فوق حول.

وفي العقد الفريد لابن عبد ربه قال : ووفد الناس عليه في المسجد يلمسون يده محبة للخير وتفاؤلا ، فكأن الرجل يدخل إلى مسجد رسول الله فيراه ، فيذهب اليه من فوره أو بعد صلاته يقبل يده ويضعها على عينيه يتفاءلون ويرجون الخير.

وكان إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته. وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله. وأراد الحج فاتخذت له اخته سكينة طعاما بألف درهم فلما صار بظهر ( الحرة ) تصدق به على المساكين.

ولما كانت وقعة الحرة أراد مروان ان يستودع أهله فلم يأموهم احد وتنكر الناس له ومروان من يعرف التأريخ كرهه لأهل البيت إلا الإمام زين العابدين فانه جعل أهل مروان مع عياله ، وجمع اربعمائة ضائنة (1) بحشمهن فضمهن إلى بيته ، حتى قالت واحدة : والله ما عشت بين أبوي كما عشت في كنف ذلك الشريف. وحكى عن ربيع

مخ ۲۵۷