ولا ينفع الطبيب مدح الأشرار، وأهل الخداع، له. فلذلك لا ينبغى له أن يسر بذلك، لأنهم مخادعوه بحمدهم، ومحتالون لاستعباده، واستقراض رحله؟؟ بشكرهم. ولا ينبغى للطبيب أن يحفل بذم ذام له على صواب أتاه، ولا ينتهى عن الصواب، ولو ناله مكروه. ولا يلتفت إلى قول يسمعه من المريض لا يرضيه، فإن كثيرا من الأمراض يفسد التخيل والتمييز. بل ينبغى له أن يعمل ما يجب، ويتبع فى ذلك قول بقراط حين قال: إذا فعلت ما ينبغى، وكم يكن ما ينبغى، فأنت عن فعل ما ينبغى لا تقلع مادام الأمر كذلك.
ولنكتف بما قلناه فى هذا الباب من هذه الجمل والتذاكير مع ما تقدم، ولنتبع ذلك بما جانسه من الوصايا التى تلزم الطبيب أن يتقدم بها إلى خدم المريض.
مخ ۹۰