واستعن فى دفعك لما تريد إخراجه بالحركة! فإنها تثير ما يقصد لدفعه، ويضد ذلك السكون. ولهذه العلة يأمر بقراط من شرب دواء سهلا بالحركة، لأنها تحمى أخلاطه، فترقها. ولذلك يكون جذب الدواء لها، ودفعه، أسهل وأسرع. قال بقراط: إذا سقيت إنسانا خريقا، فليكن قصدك لتحريك بدنه أكثر، ولتنويمه ولتسكينه أقل! وقد يدل ركوب السفن على أن الحركة تثير الأبدان.
ومع ما للحركة الموافقة، والرياضة المعتدلة، من دفع الفضلات، واستخراجها، فإن للاستحمام بالماء المعتدل الحرارة أيضا فى ذلك حظا، وكذلك للدهن، والدلك، وأخذ ما يؤكل ويشرب من الأشياء الموافقة فى الاستفراغ، والاحتقان.
وأنت تقدر على تعلم هذه الأمور من كتب جالينوس، وغيره من القدماء. فإن جالينوس قد صنف لما ذكرناه من أمر الاستفراغ، والاحتقان، ولتصنيف الرياضات، وبالجملة سائر ما ينتفع به الأصحاء من ذلك، كتابت قسمه ستة مقالات، وسماه كتاب تدبير الأصحاء، أنت تحظى منه بجميع غرضك.
مخ ۵۲