141

د ادب الطبيب کتاب

كتاب أدب الطبيب

ژانرونه

وأيضا من تعاطى الشق، والبزل، والكى، وسائر أعمال الحديد، فبمثل هذه المسائل يمتحن، وبمثل المساءلة له عن الآلات المصنوعة لأعمال العلاج، كالفاناطير وكيف يبول به، والمهت، والفاسهان، والمرودى، والفأس، وغير ذلك من آلات الأعمال، ويسأل عن مواضع الكى لمرض مرض، وأشباه ذلك. فاكتف بما ذكرته! ففيه غناء ومقنع.

وقد تبقى على ذكر ما به يمتحن من ادعى علم الطبائع، إذ ذلك أشرف أجزاء صناعة الطب، وبكمال ذلك يكمل هذا الباب، وبعون الله تعالى.

فأقول: أول ما يسأل عنه الطبائعى من الأطباء: ما المعنى الذى يقع عليه اسم الطبيعة؟ إن كان واحدا، وإن كان يقع على أكثر من واحد، فكم هى، وما هى؟ فإنا نجدك، أيها الطبائعى، تسأل دائما من أفعال الطبيعة، فتقول: كيف طبع هذا المريض؟ وما الذى كان منه؟ وماذا فعل؟ وتقول أيضا: طبع هذا الغذاء، وطبع هذا الدواء. ومن المعلوم أن من جهل من الأطباء ما الطبيعة، فأحرى أن يجهل قواها. ولذلك يكون بأفعالها أجهل! ومن جهل أفعالها، لم يقدر أن ينذر بشئ منها قبل حدوثه، لأنه لا يعلم العلامات المنذرة بأفعالها. ومن كان كذلك، لم يستحق أن يسمى باسم الطبيعة، ولا يجب أن يوثق به فى علاج المرضى.

ولذلك قال بقراط: إن الطبيب إذا تقدم، فعلم، وسبق، فأخبر المرضى بالشئ الحاضر، مما بهم، وما مضى، وعبر عن المريض، كل ما قصر عن صفته، وثق منه بخبرته، وبصيرته فى أمر المرضى. ودعا ذلك المرضى إلى سكون أنفسهم، 〈و〉إلى الاستسلام فى يديه، وكان علاجه لهم على أفضل الوجوه، إذ كان يتقدم، فيعلم من العلل الحاضرة، ما سيكون من أمرهم.

مخ ۱۴۸