============================================================
وفي الفقه الإسلامي من جهة أخرى، فإنه لا يقل عن ذلك من الناحية التشريعية في العصر الحاضر الذي تعيش فيه أمتنا العربية والإسلامية مرحلة خطيرة، وتقف فيها على مفترق الطرق، وهي تنشد النهضة والتقدم الفكري والحضاري والثقافي والقانوني، وتتطلع إلى إصدار التشريع المناسب، واختيار الأحكام والقوانين والأنظمة التي تحقق لها الآمال العريضة، وتضمن الحياة الرغيدة لأفراد المجتع، وتحفظ لهم حقوقهم، وتصون أنفسهم، وتحمي أرواحهم ، وتؤمن لهم العدل والأمن والطمأنينة، فيأتي هذا الكتاب ليقدم للمشرع في البلاد العربية والإسلامية أنموذجا مثاليا في نظام القضاء من الناحيتين العلمية والعملية ، ويضع بين يدي رجال التشريع أثرا فريدا في القضاء والمرافعات وأصول التقاضي ، ويقرب للأذهان الصورة الواقعية التي تجري عليها الدعاوى، بدهأ من رفعها، وانتهاء ياصدار الحكم وتنفيذه والوصول الى غايته.
26 - وهذا الكتاب في مجموعه لا يختلف كثيرا عن القواعد العامة في المرافعات وأصول المحاكات التي تسربت إلينا من الغرب إيان الاستعمار البغيض، وبقيت نافذة في بلادنا حتى اليوم ، على الرغم من جلاء المستعمر عن الوطن ، وعلى الرغم من المساوى الكثيرة ، والأعباء الثقيلة التي يرزخ تحتها المواطن العادي ، كالإجراءات المعقدة ، والمواعيد المسترسلة في أروقة المحاكم ، ودور القضاء(1).
30 - وهذا الكتاب يعتبر مرجعا خصبأ للقضاة والمحامين ورجال القضاء ، في حل المشاكل والمعضلات الكثيرة التي يواجهونها في أعمالهم ، ويمتاز- عما وصل إلينسا من الشرق والغرب - أنه من وضع وتصنيف وترتيب سلفنسا (1) انظر : أصول الحاكمات الشرعية والدنية ، للقق : ص92، 97، 241 ،
مخ ۳۱