============================================================
فإنه متى كان للحاكم حاجب رتب الخصوم ، وقدم من حضر أولا على من تاخر، ومنعهم من المخاصمة على التقدم والتأخر، وزجر الظالم منهم ، وأخذ بيد المظلوم ، وفيه أبهة عظية للحاكم ، (ومنصبه لايخفى)(1)، ولكل زمن أحوال ومراسم تقتضيه وتناسبه، ولولا الحجاب لما تميز أحد بالسابقة، ولا ترتب الناس بحسب فضائلهم وأقدارهم في زيارة وأداء شهادة .
وكلام الشافعي رضي الله عنه محمول على ما إذا قصد(2) بالحاجب [10/ب] الاحتجاب عن الناس، والاكتفاء به(2)، أو خوفا من ارتشاء الحاجب .
اشروط الحاجب]: 6 - ثم قال الماوردي: يشترط في الحاجب ثلاثة شروط مستحقة: العدالة والعفة والأمانة ، وخمسة مستحبة : [ أن يكون)(4) حسن المنظر، وجميل الخبر، عارفا بمقادير الناس، بعيدا عن الهوى، معتدل الأخلاق بين الشراسة واللين ().
ويقال : إن آول حاجب ارتشى في الإسلام يوفا(1)، حاجب عمر بن (1) اللفظ من نسخة ف ، وفي الأصل : ومنصبه لا تخفى (2) في نخةف : آريد.
(2) لما روى أبو داود والحاكم وأحمد والترمذي والطبراني والبيهقي عن اين عباس أن النبي قال : من ولي من أمور الناس شييأ فاحتجب، حجبه الله يوم القيامة ، (انظر: سنن آبي داود : 2/ 122 ، التلخيص الحبير: 4 18، السن الكبرى : 101/10، متد أحد:5 2997).
(4) ما بن القوسين من كتاب الماوردي ، أدب القاضي : 204/1.
(5) أب القاضي، له :204/1 (6) قال ابن قتيبة في (اللمعارف : 558) : * وأول من رشا في الإسلام المغيرة بن شعبة ، وقال ربا عرق الدرهم في يدي أرفصه ليرفا ليهل إذني على عمر، ويرفا مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه* ، وتقل ابن حجر في (الإصابة : 121/6) عن البغوي عن المغيرة أن اسمه برقاء ، وذكر القصة ، وانظر : تهذيب الأسماه واللغات ، النووي:11072
مخ ۱۰۷