64

ادب نفس

أدب النفس

پوهندوی

الدكتور أحمد عبد الرحيم السَّايح

خپرندوی

الدار المصرية اللبنانية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

ادب
تصوف
الآية؛ فبين أن القشعريرة إنما هي من الخشية، فإذا ذكروه في كرمه وجوده، ورأفته ورحمته، لانت جلودهم وقلوبهم. قال له قائل: فما بالنا نسمع هذا العلم فنفهمه ونعقله، ولا يبقى على القلب منه شيء؟ قال: لأن نيران الشهوات في الخوف قد التهبت، فهي نيران سود، مظلمة بالهوى، وهي مؤدية إلى نار الله الكبرى، فإذا التهبت ارتفع إلى القلب، وأحرق تلك الأنوار، فخلا القلب من الموعظة والعلم الذي عليه، وهي شبيهة بالنار التي تلهب حمرتها، فتحتاج إلى ماء كثير حتى تطفئه، كلما ألقيت عليه قبضة من شئ، أو رششت عليه قليل ماء، انطفأ قليلًا ثم التهب، فكذلك صاحب الشهوة، إذا سمع الموعظة ذبل قلبه، وتخسفت نفسه، لما يصل إليه من الخوف، لأن الوعيد مما تنكسر به النفس، وتخمد شهواتها؛

1 / 74