وقيل لبعضهم ما الحزم؟ فقال سوء الظن بالناس. قيل فما الصواب؟ قال المشورة. قيل فما الاحتياط؟ قال الاقتصاد في الحب والبغض. قيل فما الذي يجمع القلوب على المودة؟ قال كف بذول، وبشر جميل.
وقيل لآخر: متى يحمد الكذب؟ قال: إذا جمع به بين متقاطعين. قيل: فمتى يذم الصدق؟ قال: إذا كان غيبة. قيل: فمتى يكون الصمت خيرا من النطق؟ قال عند المراء.
وسئل بعضهم: عن أعدل الناس، وأكيس الناس، وأحمق الناس، وأسعد الناس، وأشقى الناس. فقال: أعدل الناس من أنصف من نفسه، وأجور الناس من ظلم لغيره، وأكيس الناس من أخذ أهبة الأمر قبل نزوله، وأحمق الناس من باع آخرته بدنيا غيره، وأسعد الناس من ختم له في آخرته بخير، وأشقى الناس من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
وعرض مروان الحمار جنده فكان سبعين ألف عربي على سبعين ألف عربي. فقال إذا انقضت المدة، فما تنفع العدة.
وكتب إلى الخارجي: إني وإياك كالحجر والزجاجة، إن وقع عليها رضها، وإن وقعت عليه قضها.
وفي كتاب الفرس: إذا أردت أن تسأل فاسأل من كان في غنى ثم افتقر؛ فإن عز الغنى يبقى في قلبه أربعين سنة، ولا تسأل من كان في فقر ثم استغنى؛ فإن ذل الفقر يبقى في قلبه أربعين سنة.
وقال آخر: إياك مسألة من يسأل الناس، فإن الأمر الذي به يطلب ما في أيديهم، به يمنع ما في يديه منهم.
وقال بعضهم لأبي العيناء - وراءه ضعيفا من الكبر - كيف أصبحت أبا العيناء؟ فقال أصبحت في الداء الذي يتمناه الناس.
وقال آخر: الخوف شيء ليس لأحد من الخلق استقامة إلا به، إما ذو دين فيخاف العقاب، وإما ذو كرم فيخاف العار، وإما ذو عقل فيخاف التبعة.
وقال عامر بن عبد القيس: إذا خرجت الكلمة من القلب دخلت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان.
وقال حكيم لآخر: يا أخي كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت وبنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثير ما نعصيه، فما ندري أيهما نشكر؛ جميل ما ينشر أو قبيح ما يستر.
وقال آخر: لا يكون البكاء إلا مع فضل قوة، فإذا اشتد الحزن، ذهب البكاء.
وقال آخر: كثرة ذنوب الصديق تمحق السرور به، وتسلط الهم عليه.
وقال إسحاق بن إبراهيم المصعبي: كيمياء الملوك في الغارة ولا تحسن بهم التجارة.
وقال قابوس بن وشمكير: لذة الملوك فيما لا يشاركهم فيه العامة من معالي الأمور.
وقال أبو بكر الخوارزمي صغير البر ألطف وأطيب، كما أن قليل الماء أشهى وأعذب
وقال: من طلب المنية هربت منه كل الهرب، ومن هرب منها طلبته كل الطلب.
وقال: الحدة والندامة فرسا رهان، والجود والشجاعة شريكا عنان، والتواني والخيبة رضيعا لبان.
وقيل لشريك بن عبد الله إن معاوية كان حليما. فقال كلا، لو كان حليما ما سفه الحق ولا قاتل عليا.
وقال جعفر الصادق ﵁: إياكم وملاحاة الشعراء، فإنهم يضنون بالمديح ويجودون بالهجاء.
وقيل لبعضهم: بم أدركت هذا العلم؟ قال: بقلب ذكي وأب غني.
وكان بعض الحكماء: يكثر الاستماع، ويقل الكلام. فسئل عن ذلك؟ فقال: إن الله تعالى خلق للإنسان أذنين ولسانا واحدا، ليكون الذي يسمعه أكثر من الذي يتكلم به.
وقال آخر: لو دامت صحة الإنسان هلك بطرا، ولو دام صوابه هلك عجبا، ولو دام غناه هلك طغيانا.
وقال آخر: لا ينبغي للفاضل من الرجال أن يخاطب ذوي النقص، كما لا ينبغي للصاحي أن يكلم السكارى.
وقال آخر: ما سررت وأنا وال، ولا اغتممت وأنا معزول، لأني في العزل أرجو الولاية، وفي الولاية أتوقع العزل.
وقال دارا الأكبر مثل العدو الضاحك إليك، مثل الحنظلة النضرة أوراقها القاتل مذاقها.
وقال ابن المعتز: أهل الدنيا كصور في صحيفة إذا طوي بعضها نشر بعض.
وقال: أهل الدنيا كراكب سفينة يسار بهم وهم نيام.
وقال: ما أبين وجوه الخير والشر في مرآة العقل، إذا لم يصدها الهوى.
وقال آخر دع الكذب حيث ترى أنه ينفعك، فإنه يضرك. واستعمل الصدق حيث ترى أنه يضرك ، فإنه ينفعك.
وقال آخر: عقوبة الغضب تبدأ بالغضبان، فيقبح وجهه، وينثلم دينه، ويعجل ندمه.
وقال ابن المقفع إذا حاججت فلا تغضب، فإن الغضب يقطع عنك الحجة، ويظهر عليك الخصم
1 / 6