============================================================
إلا إذا كان الحاكم مستبدا بكل الأمور يتصرف فيها كأنها إقطاع له ، وكأن الناس عبيد له، فى هذه الحالة وحدها لا بهب الناس للدفاع عندما يدههم أمر ، لأنهم يرون أن الكارثة يجب أن تنزل لتريحيم من الحياة أو لتريحهم من الحاكم الظالم، والقارى فى التاريخ جد مصداق ما أقول، ففى حروب سيف الدولة الكشرة نراه بهرب فى الكثير من المواقف مع مجموعة المغامرين الذين يتبعونه ، ويتركون الباد وأهله نها لجيش الروم ، وحقا إنه كان يعود إلى البلد مرة أخرى ولكن بعد أن يتركه نقفور أو الدمستق، ولا يعود ليضمد جراح المجروحين وإنما ليصادر الآموال ويقتل الآنفس البريثة ليعيش هو وأسرته وعصاباته عيشة رغدة فى القصور الواسعة وبين أحضان الجوارى الروميات وعلى أنغام الموسيقى وفنون الرقص ودوران الرؤوس من آثار الكؤوس: واننى لا أتجنى على هذا القائد أو غيره، فما كنت معهم، وإنما أحكم عليهم من الكتابات التاريخية التى تسجل المخازى التى نحن فى امتدادها ولا نستطيع أن نتخلص منها لأن فثات المنتفعين ما تزال هن المسيطرة ولا
يهميا أن تنخفض البلد أو ترتفع ، وإنما المهم ألا تنخفض أحواطهم أو تقل ترواسهم: ومن أراد معرفة المزيد عن أحوال هؤلاء القوم فليرجع إلى كتب
التاريخ، فإتها تحدث بلسان صدق عن أحوال معايشيم، ونظم تصرفاتسهم، وفى مروج الذهب حديث مستفيض عن آوائل من اتخذ آلات الطرب والفنون وعن فتون الإيقاع وغير ذلك، وعن الواجب على من بحضر من الندمان وأصحاب المجالس (1)، ويعتبر كتاب أدب الندم طريقة من الطرق الى وضعت النظم الى مجب أن يكون عليها الندمان عند مخالطة الخلفاء والكبراء، كما بين مقدار تجاوزهم وانزلاقهم إلى ما حرم الله، و لا أحاول أن أقدم شيئا من الكتاب وإنما أدعه يقدم نفسه للقاري .
(1) مروج الذهب /228-220
مخ ۳۲