============================================================
فتهل نطلب من أهل هذا البلد أو من أهل حلب أن يقفوا قى وجه الدمستق حن هجم عليهم واستولى على حلب عام 351؟ أعتقد أن أهل هذه الدويلة كانوا يقفون متفرجين فرحين فى ضمائرهم وهم يرون سيف الدولة بهرب اكر من مرة أمام هجمات الروم.
وعلى الرغم من الفقر الشديد الذى كان يعيش فيه الأهالى فإننا نجد أمراء الحمدانيين ومن يتقربون إليهم من الأجناد والأدباء يعيشون عيشة بذخ ورفاهية، فمن المعروف أنه "قد أغرم بنر حمدان ببناء القصور الفخمة كما أغرم بذلك كثير من معاصربهم من الأغنياء فى حلب والموصل) ولعل عدوى بناء القصور الفخمة الى تشبه الجنان بروعة بنائها، وجمال تنسيقها وسحر بساتيها قد جاعت بى حمدان عن طريق العياسيين فقد عاش بنو حمدان فى بغداد حقبا طويلة لم يكونوا خلالها بعيدين عن قصور الحلفاء، بل لقد عرفوها عن كثب، واشترك بعضهم فى الهجوم عليها عند عزل خليفة أو مطاردة قائد" (1).
والخير الآتى - على الرغم من طوله - يوضح ما كانت فيه الخلافة من ضياع وتفكلك ، وما كانت فيه من تقتير في نواح وإسراف فى نواح أخرى لاتمت بصاة للتقدم العمرالى ، وإنما لتزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا وحقدا : يروى المسعودى (2) إنه لما أفضت الخلافة إلى المستكفى (333 334 ه) جلس فى بعض آيامه مع جماعة من ندمائه ممن كان يعاشرهم قبل الخلافة، فتذاكروا الخمر وأفعالها، وما قال الأدباء فيها من شعر ونتر، فقال بعض من حضر: يا أمير المؤمنين، ما رأيت أحدا وصف الخمرة بأحسن من وصف بعض من تأخر، فإنه ذكر فى بعض كتبه فى الشراب ووصفه أنه ليس فى العالم شىء واحد أخذ من أمهاته الأربع فضيلتها وابتزها (1) فنون الشعر فى حتمع الحمدانيين 86 (2) مردج الذهب /358 بتصرف واختصار شديدين
مخ ۲۴