کتاب الادب الکبیر
كتاب الأدب الكبير
خپرندوی
دار صادر - بيروت
منهم بالعفو، وقلة الرضى من نفسك لهم إلا بالاجتهاد.
وإن وجدت عنهم, وعن صحبتهم غنى، فأغن عن ذلك نفسك, واعتزله جهدك, فإنه من يأخذ عملهم بحقه، يحل بينه وبين لذة الدنيا وعمل الآخرة, ومن لا يأخذ بحقه، يحتمل الفضيحة في الدنيا, والوزر في الآخرة.
إنك لا تأمن أنفة الملوك إن أعلمتهم، ولا تأمن عقوبتهم إن كتمتهم، ولا تأمن غضبتهم إن صدقتهم، ولا تأمن سلوتهم إن حدثتهم, وإنك إن لزمتهم لم تأمن تبرمهم1 بك، وإن زايلتهم لم تأمن عقابهم، وإن تستأمرهم حملت المؤونة عليهم، وإن قطعت الأمر دونهم لم تأمن فيه مخالفتهم, إنهم إن سخطوا عليك أهلكوك, وإن رضوا عنك تكلفت من رضاهم ما لا تطيق.
فإن كنت حافظا إن بلوك، جلدا2 إن قربوك، أمينا إن ائتمنوك: تعلمهم, وأنت تريهم أنك تتعلم منهم، وتؤدبهم, وكأنهم يؤدبونك, تشكرهم, ولا تكلفهم الشكر، بصيرا بأهوائهم, مؤثرا لمنافعهم، ذليلا إن ظلموك، راضيا إن أسخطوك، وإلا فالبعد منهم كل البعد، والحذر منهم كل الحذر.
تحزر من سكر السلطان, وسكر المال, وسكر العلم, وسكر
مخ ۹۶