وتلا: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، ثم قال: إنما جزاء من قال: لا إله إلا الله، أن يدخل الجنة.
وقرأ: {يوم ينظر المرء ما قدمت يداه}، فقال: ذلك المؤمن، الحذر، الفطن، الكيس، الذي علم أن له معادا، فقدم عملا صالحا، ثم قدم عليه فسره، وهو يوم: {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}.
وتلا: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}، فقال: هو الذنب على الذنب حتى يموت، ويسود القلب.
وتلا: {ولا تمنن تستكثر}، ثم قال: لا تستكثر عملك، فإنك لا تعلم ما قبل منه، وما رد فلم يقبل.
وقرأ: {ألهاكم التكاثر}، ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ألهى -والله- عن نار الخلود، وشغل عن نعيم لا يبيد، ثم قرأ: {كلا سوف تعلمون}، ثم قال: أيها الناس! لو توعدكم مخلوق يموت، ما استقر بكم القرار، فكيف بوعيد ملك الملوك، والحي الذي لا يموت؟!
وكان إذا قام بالقرآن، وانتهى إلى هذه السورة، لم يتجاوزها، ولا يزال يرددها ويبكي إلى أن ينقطع نحيبه -رحمة الله عليه، ورضوانه لديه-.
مخ ۱۰۳