وروي: أن الحجاج أخافه وطلبه، فقال: يا سامع دعوتي، ويا عدتي في ملمتي، وكاشف كربتي وشدتي، ويا راحمي وولي نعمتي، ويا إلهي، وإله إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، وموسى، وعيسى، ومحمد، ورب الناس كلهم، بحق {كهيعص} و{طه} و{يس. والقرآن الحكيم}، صل اللهم على محمد، وعلى آل محمد الطاهرين، واكفني شره، وشر كل ذي شر، وعافني من الحجاج، وحزبه، وأشياعه، وجنده، واصرف عني بقدرتك ما يحاوله، وكف عني أذاه وشره، ولا تجعل له علي سبيلا يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وسلم.
وكان يقول إذا مرض: اللهم لا تجعلني ممن إذا مرض ندم، وإذا شفي فتن، وإذا افتقر حزن، واكفني اللهم كفاية من استكفاك، وعافني عافية من استعفاك، ووفقني اللهم لمحبتك ورضاك، يا من يرحم من استرحمه، ويجيب دعاء من دعاه.
وقيل: كان يغشى مجلس الحسن رجل من الخوارج، فيؤذي أهله، فقيل للحسن: ألا تشكوه للأمير؟ فقال: أرجو أن يكفينا إياه رب الأمير، فلما قدم الرجل، استقبل الحسن القبلة وقال: اللهم اكفنيه بما شئت، فخر الرجل على دابته، وحمل ميتا إلى أهله، فعرف الحسن، فقال: الحمد لله الذي يكفي من استكفاه، ويقبل دعاء من دعاه، يا ويحه ما كان أغره بربه!
وكان إذا فرغ مجلسه قال: اللهم ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقي، وأعذني من شر نفسي، ومن شر كل ذي شر.
ولما انتهى إلى الحسن موت الحجاج قال: اللهم إنه عقيرك، وأنت قتلته، اللهم فأمت حاشيته.
مخ ۸۵