وكان يقول: والله ما بلغت الدنيا ولا انتهى قدرها إلى أن يضيع الرجل فيها حسبه ودينه.
وكان يقول: والله ما عجبت من شيء كعجبي من رجل لا يحسب حب الدنيا من الكبائر؛ وايم الله! إن حبها لمن أكبر الكبائر، وهل تشعبت الكبائر إلا من أجلها؟ وهل عبدت الأصنام، وعصي الرحمن، إلا لحب الدنيا؟ فالعارف لا يجزع من ذلها، ولا ينافس بقربها، ولا يأسى لبعدها.
وكان يقول: يحشر الناس عراة يوم القيامة، ما خلا أهل الزهادة في الدنيا.
وكان يقول: أيها الناس! والله ما أعز هذا الدرهم أحد إلا أذله الله تعالى يوم القيامة؛ لقد ذكر أن إبليس، لما ضرب الدينار والدرهم، أعزهما، وجعلهما على رأسه، وقال: من أحبكما، فهو عبدي حقا، أصرفه كيف أشاء.
وقال: إذا أحب بنو آدم الدنيا، فما أبالي ألا يعبدوا صنما، ولا يتخذوا إلها غير الله ربا، حبهم الدنيا يورثهم المهالك.
وكان يقول: رأينا من أعطي الدنيا بعمل الآخرة، وما رأينا من أعطي الآخرة بعمل الدنيا.
وكان يقول: المؤمن لا يصفو له في الدنيا عيش.
وكان يقول: لقد روي عن المسيح -عليه السلام- قال: الدنيا لإبليس مزرعة، والناس له حراثون.
وكان يقول: من عرف ربه، أحبه، وآثر ما عنده، ومن عرف الدنيا وغرورها، زهد فيها.
مخ ۶۶