دعاګانو ادب
آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا
ژانرونه
وحكي: أن جبارا عمل قصرا وشيده وعلاه، وجعله قيد القلوب والنواظر، فجاءت عجوز من السائحات إلى ظهر القصر، فعملت كوخا في مكان مباح تعبد الله فيه، فركب يوما، فطاف بفناء القصر، فرأى الكوخ، فقال: ما هذا؟ فقيل له: امرأة هنا تأوي إليه، وتسيح، فأمر بهدمه، ولم تكن المرأة حاضرة، فهدم، فجاءته، فوجدته مهدوما، فقالت: من هدم هذا؟ قالوا لها: الملك، فرفعت طرفها إلى السماء، فقالت: يا رب! أنا لم أكن، فأنت أين كنت؟! قال وهب: فأمر الله -عز وجل- جبريل أن يهدم القصر على من فيه، فقلبه على من فيه، فأصبح عبرة للناظرين.
وعن مطرف بن عبد الله الجرشي، قال: خرجنا إلى الربيع في زمانه، فقلنا: ندخل يوم الجمعة لشهودها، وطريقنا على المقبرة، قال: فدخلنا، فرأيت جنازة في المقبرة، فقلت: لو اغتنمت شهودها- أو قال: شهود هذه الجنازة-، قال: فشهدتها، قال: ثم اعتزلت ناحية قريبا من قبر، فركعت ركعتين خففتهما، لم أرض إتقانهما، ونعست، فرأيت صاحب القبر يكلمني، وقال: ركعت ركعتين لم ترض إتقانهما! قلت: قد كان ذلك، قال: تعملون ولا تعلمون، ولا نستطيع أن نعمل؛ لأن أكون ركعت مثل ركعتيك خير من الدنيا بحذافيرها، فقلت: من هاهنا أفضل؟ فأشار إلى قبر، فقلت في نفسي: اللهم ربنا! أخرجه إلي فأكلمه، قال: فخرج من قبره فتى شاب، فقلت: أنت أفضل من هنا؟ فقال: قد قالوا ذلك، قلت: فبأي شيء نلت ذلك؟ فوالله ما أرى ذلك السن، فأقول: نلت ذلك بطول الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله والعمل؟! قال: ابتليت بالمصائب فرزقت الصبر عليها، فبذلك فضلتهم.
مخ ۱۷۷