ادب عرب
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
ژانرونه
عاش امرؤ القيس كما عاش المهلهل يسكر ويلهو ويقامر وينادم ويلحق بالنساء ويتشبب بهم. فغضب لذلك أبوه وركب الفتى رأسه، وانصرف إلى الملذات حتى قتل أبوه لعسفه في حكمه وإرهاقه الرعية وقسوته في الجباية.
فهب امرؤ القيس من سكرته عندما ألقيت التبعة عليه وصار مسئولا عن دم أبيه، فكان في حالته هذه أشبه بخاله المهلهل، فاستنجد قبائل العرب فلم ينجده إلا قليل منهم.
قاتل بني أسد قتلة أبيه، فأنجدهم المنذر أحد ملوك الحيرة وناهض امرأ القيس لعداوة قديمة بينه وبين الحارث جد امرئ القيس، فغلب امرؤ القيس على أمره وفر من وجههم، ونزل على السموأل فأودعه دروعه وابنته وكل ما له من متاع.
وذهب إلى ملك الروم يستنصره على مناوئيه؛ شيعة المناذرة التابعين للفرس، والفرس كما نعلم أعداء الروم في جزيرة العرب.
يقال إن قيصر أنجده ثم عدل، ومنهم من ينكر ذهابه إلى قيصر الروم، وحجته أن امرأ القيس لم يصف شيئا من مظاهر القسطنطينية.
والعالم بنكبته لا ينكر ذهابه إلى القسطنطينية لأنه لم يصفها ولم يصف إحدى كنائسها، فأظن أنه كان في شاغل عنها!
وهب أننا قلنا وصفها، فكيف يصل إلينا ما قاله فيها ونحن نعلم أنه مات على الطريق.
أما قولهم إنه مات بحلة مسمومة أرسلها إليه قيصر فهو ما لا أصدقه، ولا أظن إلا أنه مات بالجدري، هذا أصح تأويل لتلك القروح، وقد ثبت تاريخيا أن الجدري كان منتشرا في السنة التي مات فيها. ويقولون إنه دفن في أنقره حيث لفظ روحه.
شعره (1)
تشبيب ووصف أيام الصبا، وذكر حوادث غرامية. شكوى وألم في المحنة، ويعذره من أنكروا وجوده؛ لأنه رقق النسيب وأجاد الاستعارة وتفنن بالتشبيه، لما تقدم من الأسباب. (2)
ناپیژندل شوی مخ