Adab al-Hewar min Khilal Seerah Musab ibn Umair
آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه
خپرندوی
دار الأوراق الثقافية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٥ هـ
ژانرونه
أمه وقومه (١)، حتى هاجر إلى الحبشة (٢). فعندما جاء من المدينة إلى مكة أخبر رسول الله ﷺ بما جرى مع الأنصار (٣)، ثم ذهب إلى أمه فدار بينهما حوارٌ استطاع فيه ﵁ أن يكف عدوان أمه وقومه، فكان مما دار بينهما أن قالت له أمه: " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله ﷺ وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله. قالت: ما شكَرْتَ ما رَثَيْتُكَ (٤)، مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب، فقال: أفرُّ بديني إن تفتنوني. فأرادت حبسه، فقال: لئن أنتِ حبستَنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي، قالت: فاذهب لشأنك، وجعلت تبكي " (٥)، فكانت الثقة والجرأة والأسلوب الحكيم سلاحًا استعمله مصعب بن عمير ﵁ لكف الشر الذي كاد أن ينزل به.
رابعًا: توحيد الصفوف وجمع الكلمة:
ومما يعين على ذلك، الحوار المنهجي الذي يجعل من المبادئ الإسلامية منهجيته، وآدابه مسلكًا له إلى تحقيق الهدف؛ لذلك أثمرت حوارات مصعب بن عمير ﵁ مع الأنصار، فقد توحدت صفوفهم واجتمعت كلمتهم، بعد أن كانت الحروب والصراعات قائمة بين الأوس والخزرج، فقد دخلوا الإسلام وأصبحوا إخوةً مجتمعين (٦)، وكان مصعب بن عمير ﵁ يصلي بهم، وكان يسمى المقرئ
_________
(١) السهيلي: الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، ٤/ ٥٢.
(٢) ابن اسحاق: سيرة ابن اسحاق، ص ١٧٤.
(٣) ابن سعد: الطبقات الكبرى، ٣/ ٨٨.
(٤) من رَثَى لَهُ إذا رَقّ وتَوَجَّعَ. ابن منظور: لسان العرب، ١٤/ ٣٠٩.
(٥) ابن سعد: الطبقات الكبرى، ٣/ ٨٨.
(٦) ابن هشام: السيرة النبوية، ١/ ٤٣٥.
1 / 25