80

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

پوهندوی

علي الرضا الحسيني

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

﵊، فقد فاز بلب الإيمان، وأخذه من أطرافه، فقال تعالى:
﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾:
الريب: الشك. والعبد: يطلق بمعنى الرقيق؛ أي: خلاف الحر، ويطلق على الإنسان، ولو كان حرًا؛ باعتبار معنى عام هو عبوديته لله، وعلى هذا الوجه أطلق في الآية مرادًا منه النبي ﷺ. وفي إضافته إلى الله تعالى: ﴿عَبْدِنَا﴾ تنبيه على شرف منزلته عنده، واختصاصه به. وفي ذكره - صلوات الله عليه - باسم العبودية تذكير لأمته بهذا المعنى، حتى لا يغلوا في تعظيمه إلى أن يدّعوا إلهيته كما غلت بعض الفرق في تعظيم أنبيائهم أو زعمائهم، فادعوا إلهيتهم.
والسورة: الطائفة من القرآن المسماة باسم خاص، والتي أقلها ثلاث آيات.
والضمير في قوله: ﴿مِنْ مِثْلِهِ﴾ عائد على (ما نزلنا)، وهو القرآن. والمراد من مثل القرآن: ما يشابهه في حسن النظم، وبراعة الأسلوب، وحكمة المعنى. وهذا الوجه من الإعجاز يتحقق في كل سورة. وفي القرآن وجوه أخرى من الإعجاز؛ كالإخبار عن غيوب ماضية، أو غيوب مستقبلية، وكاشتماله على معان علمية دقيقة لا عهد للأميين بها.
﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾:
ادعوا: نادوا. شهداءكم: آلهتكم، جمع شهيد، وهو القائم بالشهادة. فقد كانوا يزعمون أن آلهتهم تشهد لهم يوم القيامة بأنهم على حق. ودون: بمعنى غير. والمعنى: نادوا الذين اتخذتموهم أولياء من غير الله؛ ليعينوكم

1 / 46