280

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ایډیټر

علي الرضا الحسيني

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

العادل عن دين إلى دين، ووصف به إبراهيم ﵇؛ لعدوله عن الأديان الباطلة المعروفة في عهده إلى الدين الحق الذي أوحى الله به إليه، وصارت الكلمة - وإن كانت في الأصل بمعنى: المائل - إنما يراد منها: المائل عن الأديان المعوجة إلى الدين القيِّم. وذهب بعض القدماء الذين تناولوا هذه الآية بالتفسير إلى أن حنيفًا من الحنَف، وهو الاستقامة، فصح -على كلا المذهبين- أن يفسر الحنيف بالمستقيم. والمعنى: قل يا محمد: بل نتبع ملة إبراهيم في حالة حنيفيته؛ أي: استقامته على الدين. وهذا يشير إلى أن اليهودية والنصرانية غير مستقيمتين.
وقد تضمن قوله: ﴿بَلْ نَتَّبِعُ﴾ إبطال ما ادعاه كل من الفريقين من أن الداخل في دينه على هدى من الله، ذلك أن حرف (بل) يأتي في صدر الجملة لإبطال ما تضمنته الجملة السابقة، فهي في الآية لإبطال دعوى أن اتِّباع اليهودية والنصرانية اهتداء. ثم إن الآية وصفت ملة إبراهيم بالاستقامة، فدلت على أنها أولى بالاتباع؛ إذ الملة المستقيمة أولى بالاتباع من الملل المعوجة.
﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾:
أثبت لإبراهيم الاستقامة على الدين الحق، ونفى عنه في هذه الآية أن يكون مشركًا؛ أي: إنه لم يكن يعبد وثنًا، ولا كوكبًا، ولا شيئًا غير الله، وفي هذا تعريض بكفار العرب؛ إذ كانوا يدينون بأشياء من دين إبراهيم، ويخلطونها بعبادة الأوثان، وتعريض بأهل الكتاب؛ إذ كانوا يدَّعون اتّباع إبراهيم، والنصارى يقولون: المسيح ابن الله، وفي اليهود من كان يقول: عزير ابن الله.

1 / 246