276

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ایډیټر

علي الرضا الحسيني

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

غير حال الإسلام، وليس الموت في استطاعة الإنسان حتى يُنهى عنه، أو يؤمر به، وإنما النهي في المعنى متوجه إلى أن يكون المخاطبون في حال لو جاءهم الموت وهم متلبسون به، لوقعوا في خسران مبين، فنهيهم عن الموت في حال غير حال الإسلام يراد منه: الأمر بالثبات على الإسلام إلى حين الوفاة، والمعنى: اثبتوا على الإسلام واستقيموا على محجته البيضاء حتى يدرككم الموت وأنتم في حال كونكم مسلمين. وكما ينهى عن الموت في حالة، والمراد: النهي عن التلبس بتلك الحالة، يؤمر بالموت في حالة، والمراد: الحث على التلبس بتلك الحالة؛ كما يقال: مت وأنت شهيد، والمراد: الحث على الاستشهاد في سبيل الله. ومن هذا القبيل قول المتنبي:
عش عزيزًا أو مت وأنت كريمٌ ... بين طعن القنا وخفق البنود
﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي﴾:
بعد توبيخ المخالفين لملة إبراهيم بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾، وبيان أن هذه الملة هي التي كان إبراهيم أوصى بنيه كما أوصى بها يعقوب بنيه، جاءت هذه الآية للإنكار على أهل الكتاب افتراءهم على يعقوب، وزعمهم أنه كان على ما هم عليه من التدين، وبينت كيفية وصيته لبنيه، فقال تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ﴾، فكلمة ﴿أَمْ﴾ مستعملة للانتقال من جملة إلى أخرى، وللاستفهام الإنكاري الذي هو في معنى النفي، فهي مفيدة لمعنى (بل) والهمزة معًا، فكانه قيل: بل كنتم شهداء؟ والشهداء: جمع شهيد بمعنى حاضر، والمعنى: ما كنتم حاضرين وقت أن احتُضر

1 / 242