269

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ایډیټر

علي الرضا الحسيني

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

وذلك ما فعل الخليل إبراهيم ﵇.
﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾:
أرنا: علِّمنا. والمناسك: جمع منسك، وهي العبادة والطاعة، ثم سميت أعمال الحج كلها مناسك؛ مثل: الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ورمي الجمار.
﴿وَتُبْ عَلَيْنَا﴾:
تسند التوبة إلى العبد، فيقال: تاب فلان إلى الله، ومعناها: الندم على ما لابس من الذنب، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العود إليه، ورد المظالم إن استطاع، أو نية ردها إن لم يستطع، وتستند إلى الله، فيقال: تاب الله على فلان، ومعناها: توفيقه إلى التوبة، أو قبولها منه. فمعنى ﴿وَتُبْ عَلَيْنَا﴾: وفقنا للتوبة، أو تقبلْها منا.
والتوبة تكون من المعاصي كبائر أو صغائر، وتكون من ترك ما هو الأولى، أو من تقصير يؤدي إليه خطأ في الاجتهاد، وعلى أحد هذين الوجهين تحمل التوبة التي يسأل الأنبياء والمرسلون قبولها، أو التوفيق إليها.
﴿إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾:
﴿التَّوَّابُ﴾: كثير القبول لتوبة المنيبين إليه، وقبول توبتهم يقتضي عدم مؤاخذتهم بما يأتونه من خطيئات، ثم هم بعد خلاصهم من عقوبة الخطيئة، أو المعاتبة عليها ينتظرون من رحمة الله أن تحفهم بإحسان. وإبراهيم وإسماعيل ﵉ طلبا قبول توبتهما صراحة إذ قالا: ﴿وَتُبْ عَلَيْنَا﴾، ولوَّحا إلى طلب الرحمة بذكر اسمه الرحيم؛ إذ الرحمة صفة من أثرها الإحسان، فكأنهما قالا: تب علينا وارحمنا.

1 / 235