267

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ژانرونه

شرع القرآن الكريم تحويل القبلة إلى الكعبة، وكرر الأمر بتولية الوجوه إليها في الصلاة، وكرر الوعيد على عدم اتباعها، وأتى في ذلك بوجوه من التأكيد تدل على عناية بالغة بشأنها؛ والمقتضي لهذه العناية، مع أن التوجه إلى القبلة فرع من فروع الدين، لا ركن من أركانه: هو أن التحويل جاء على خلاف رغبة اليهود؛ إذ كانوا يحرصون على أن يستمر المسلمون على التوجه إلى قبلتهم بيت المقدس، فاتخذوا من تحويل القبلة شبهة يقدحون بها في صحة النبوة؛ ليفتنوا ضعفاء العقيدة، وزعموا أن نسخ الحكم بعد شرعه مناف للحكمة، فلا يقع في الشرائع الإلهية، وانتشر تهويشهم، وكان له فيما يروى أثر في بعض النفوس الضعيفة، وبهذا أخذت مسألة القبلة شأنا # غير شأن بقية الأحكام الفرعية. ثم إن للقبلة بين الأمم شأنا عظيما؛ إذ أصبح شعار كل ملة قبلتها، ولا يفارق الإنسان قبلة دينه إلا إذا فارق الدين نفسه، فلا جرم أن يعنى القرآن بأمر القبلة هذه العناية من تكرار الأمر، والوعيد، ودفع الشبه، وتأكيد أنها الحق من الله، حتى يرد شغب أهل الكتاب، وينهض بضعفاء الإيمان إلى منزلة الراسخين في العلم.

مخ ۲۷۱