233

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ژانرونه

والرسول: من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه. وقال بعض الكاتبين في العهد الأخير: "قد يعرف النبي بإنسان فطر على الحق علما وعملا؛ أي: بحيث لا يعلم إلا حقا، ولا يعمل إلا حقا، على مقتضى الحكمة، وذلك يكون بالفطرة؛ أي: لا يحتاج فيه إلى الفكر والنظر، ولكن التعليم الإلهي، فإن فطر أيضا على دعوة بني نوعه إلى ما جبل عليه، فهو رسول أيضا، وإلا، فهو نبي فقط، وليس برسول"، ويستقيم هذا التعريف على وجه الحقيقة إذا قصد منه إضافة مزية إلى الرسول زائدة على مزية الوحي إليه بالشرع والتبليغ، وهي فطرته على معرفة الحق، والعمل والدعوة إليه، على معنى: أنه ارتفع عن مستوى سائر البشر بفطرة بلغت من الصفاء أن تتلقى من الحقائق ما لا يتلقون، وتحكم من العمل بالحق والدعوة إليه ما لا يطيقون.

وسألا أن تكون بعثة الرسول في ذريتهما؛ ليكون أمر الإيمان قريبا منهم، فإن من يعرفون مولد الرسول ومنشأه، ويدرون كيف كانت سيرته قبل دعوى الرسالة جارية على الصدق والأمانة، يكونون في أول من يؤمن به، إلا من يصاب بحسد أو عناد. وتلقي قومه الذين عرفوا بحكمة الرأي لدعوته بالقبول والطاعة، ينبه من كان بعيدا من أرضه للنظر في شأن رسالته، فلا يلبث أن ينتفع بما يعرض عليه من حجته الساطعة، وحكمته البالغة.

وسؤالهما لأن يبعث الله في ذريتهما رسولا منهم لا يقتضي أن تكون بعثة هذا الرسول خاصة بهم، فدعوتهما استجيبت بأن بعث الله فيهم رسولا منهم، وكانت رسالته عامة شاملة لهم ولغيرهم من الناس، وهو رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد قامت الأدلة القاطعة على عموم رسالته؛ كما يجدها الباحث مفصلة في علم الكلام.

مخ ۲۳۷