220

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ژانرونه

تضمنت هذه الآية معنى الآية السابقة: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون}، وأعيد هذا المعنى تأكيدا له، وتثبيتا له في القلوب، ذلك أنه معنى متى غلب استحضاره على قلب من يتدبر العواقب، يكف يده عن كل شر، ويصير مصدرا لكل خير. ولا ريب أن من تيقن أنه سيشهد يوما ذا أهوال لا ينفع الإنسان فيه إلا إيمانه # وصالح عمله، وهو يوم الجزاء، اتجه به الحذر من سوء العاقبة إلى التمسك بأسباب السلامة والفوز في ذلك اليوم. ومعنى اتقاء يوم الجزاء: اتقاء ما يلاقيه الناس فيه من أهوال، واتقاؤها بأداء الواجبات، واجتناب المحظورات.

وردت هذه الآية، وهي تنفي بظاهر عمومها أن يقبل يوم القيامة شفاعة من أحد لآخر، وورد في الآيات ما يدل على نفي الشفاعة إلا أن يأذن بها الله: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، وما يدل على أن لا شفاعة إلا لمن ارتضى الله أن يشفع له: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28]، فيفهم قوله تعالى في الآية السابقة: {ولا يقبل منها شفاعة}، وقوله في هذه الآية: {ولا تنفعها شفاعة} على نفي الشفاعة التي لا يأذن بها الله، والشفاعة لمن لا يرتضي الله أن يشفع له؛ كالشفاعة للكافرين؛ كما قال تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: 48].

وقد وردت أحاديث صحيحة تثبت شفاعته - عليه الصلاة والسلام - يوم القيامة، وليست شفاعته إلا أنه يدعو الله، فيستجيب له؛ كما قال تعالى: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} [محمد : 19]، وفي قبول شفاعته على هذا الوجه إظهار لكرامته ورفعة منزلته عند ربه.

{وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}:

بعد أن ذكر الله تعالى في الآيات السابقة نعمه على بني إسرائيل، وبين كيف كانوا يقابلون النعم بكفر وعناد، ويأتون منكرات الأقوال والأعمال، وختم الحديث عنهم بإنذار بالغ، وتذكير بيوم لا يغني فيه أحد عن أحد شيئا، وصل حديثهم بقصة إبراهيم - عليه السلام -، فقال: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه}. . . إلخ.

مخ ۲۲۴