د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
ژانرونه
{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}:
لما ادعى كل من الفريقين اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتهم، جاءت هذه الجملة لمطالبتهم بالدليل على صحة دعواهم. و {هاتوا}: أحضروا. والبرهان: الدليل على صحة الدعوى. ولما كانت دعواهم الاختصاص بدخول الجنة شأنها أن تثبت بوحي من الله، لا لمجرد التمني، وكتبهم خالية مما يدل على صحتها، قال تعالى: {قل هاتوا برهانكم}؛ أي: أحضروا الدليل من كتبكم على أنكم مختصون بدخول الجنة إن كنتم صادقين فيما تدعون.
والآية وردت خطابا للمدعي بالباطل، ومطالبة له بذكر الدليل على ما ادعى؛ تبكيتا وتعجيزا. ويؤخذ من الآية: بطلان التقليد في أمور الدين، وهو قبول قول الغير مجردا من الدليل، فلا ينبغي للإنسان أن يقرر رأيا في الدين إلا أن يسنده إلى دليل، كما أنه لا يقبل من غيره قولا إلا أن يكون مؤيدا بدليل. أما عدم صحة التقليد في أصول الدين - أي: فيما يرجع إلى حقيقة الإيمان - فالأمر فيه جلي واضح.
ولا نريد من هذا أنه يجب على كل مكلف التعمق في الطرق المدونة في علم الكلام، بل يكتفى في إيمان الشخص بأي دليل ينشرح به صدره للإسلام، وتحصل له به الطمأنينة؛ كأن يستمد إيمانه بالله من التنبه لحكمة الله في إتقان المخلوقات، أو في رعاية اللطف والرفق بالإنسان، ويستمد إيمانه بصدق الرسول من الاستماع إلى القرآن الكريم، أو من سيرته التي لم يظهر بمثلها أو بما يقرب منها بشر غير رسول. والقصد أن لا يكون إسلامه لمجرد أنه نشأ في بيئة إسلامية، أو ولد من أب وأم مسلمين.
مخ ۲۰۴