ولهذا الصنم وغيره من الاصنام سدنة لا يأتون النساء ولا يأكلون اللحم ولا يذبحون الذبائح ولا يلبسون الثياب الدنسة ويتطيبون اذا صاروا الى الاصنام وليس يدخل عليها غيرهم ممن يطيبها [a] بيده وينالها بكفه فاذا دخل عليها برك على ركبتيه وجمع كفيه وبسطهما [b] وسأله ان ينظر اليه ويرحمه ويبكى ويتضرع اليه ويدعو، وله مطبخ يطبخ فيه الارز الابيض الجيد ويعمل له اطعمة من السمك والحشيش وتجود وتطيب [c] ثم يعمد [d] الى ورق موز عندهم عريض مقدار ما يلف فيه الرجل والرجلان فيبسط بين يدى الصنم ثم يصب الارز عليه بقدر نصف قامة رجل ويعمد افضل هؤلاء القوم رجلا فى نفسه فيأخذ ورقة موز فيروح فور الارز وحرارته فى وجه الصنم فيقول انه قد اكل وانه لا يطعم بكفه وراحته وقبل ان يطعم يدار [e] حول البيت الذى فيه الصنم بالصنوج والزمر والطبول وربما دارت حوله مائة جارية لهن اقدار فيقلن نحن نرقصه ونترضاه ثم يطعم ويرى [f] الطعام لا ينقص فيغلقون [g] عليه الباب ثم يفتحونه وينقل ذلك الطعام من بين يديه يقولون قد تصدق به فلا يبقى صنف [h] مار ببيت ذلك الصنم الا انتفع بذلك الارز حتى الطير والكلاب ولا يمنعون منه احدا ويقولون هذه صدقته فى كل يوم، وربما غسل بدن الصنم باللبن وربما غسل بالسمن فيغسل به بعد ذلك مرضاهم ويستشفون به*
ومن ورائه ملوك حتى ينتهى الى بلاد الزابج [i] فالملك الكبير يقال له المهراج وتفسير المهراج ملك الملوك وليس يعد فى ملوك الهند اعظم منه لانه فى جزائر ولا يعلم ملك اكثر خيرا منه ولا اقوى واكثر
مخ ۱۳۷