151

علام نبوت

أعلام النبوة

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د ایډیشن شمېره

الأول

د چاپ کال

۱۴۰۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

عليهم وإنما سمعوا قراءته حين مروا به مصليا. وحكي عن ابن مسعود أنه رآهم وقرأ عليهم القرآن. وفي قوله: فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا «٦» وجهان: أحدهما: فلما حضروا قراءته القرآن قالوا: أنصتو لسماعه. والوجه الثاني: فلما حضروا رسول الله ﷺ قالوا: أنصتوا لسماع قوله، فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين وفيه وجهان: أحدهما: فلما فرغ من الصلاة ولوا إلى قومهم منذرين به. والثاني: لما فرغ من قراءته القرآن ولوا إلى قومهم منذرين وقالوا ما حكاه الله تعالى عنهم: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآنًا عَجَبًا «٧» في فصاحته وبلاغته. والثاني: عجبا في حسن مواعظه. وفي قوله يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ «٨» وجهان: أحدهما: إلى مراشد الأمور. والثاني: إلى معرفة الله تعالى، فثبت أن رسول الله ﷺ كان عامّ الرسالة إلى الإنس والجن فلم يختلف أهل العلم أنه يجوز أن يبعث إليهم رسولا من الإنس واختلفوا في جواز بعثة رسول منهم فجوزه قوم لقول الله تعالى: امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ «٨» ومنع آخرون منه وهذا قول من جعلهم من ولد إبليس وحملوا قوله: لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ «٩» على الذين لما سمعوا القرآن ولوا إلى قومهم منذرين فأما كفارهم فيدخلون النار، وأما مؤمنوهم فقد اختلفوا في دخولهم الجنة ثوابا على إيمانهم، فقال الضحاك: ومن جوّز أن يكون رسلهم منهم يدخلون الجنة.

(٦) سورة الأحقاف الآية (٢٩) . (٧) سورة الجن الآية (١) . (٨) سورة الجن الآية (٢) . (٩) سورة الأنعام الآية (١٣٠) .

1 / 166