وقد أدرك مؤلف هذا الكتاب وهو الابن البار والمجاهد والمخلص والعامل لهذا الفكر أن عدم علم الناس بطبيعة وحجم المادة العلمية للزيدية من أبرز أسباب قلة ما يكتب عنه؛ فعزم على القيام بعمل من أهم الأعمال، ومن أشقها، وهي تعريف الأمة برجال هذا الفكر وما خلفوه من مادة علمية؛ وقد قام إلى الآن بعملين كبيرين هما:
هذا العمل الذي بين أيديكم؛ وهو معجم كامل لجميع مؤلفي الزيدية أو لمن انتسب إلى الزيدية(1)؛ مع حصر لمؤلفاتهم، وبيان أماكن تواجد ما لم يفقد منها. ولا يغيب لحظة من ذهن أي باحث القيمة الكبيرة التي لهذا الكتاب. فقد وفر على من يريد أن يبحث في هذا الفكر وقتا وجهدا كبيرين.
2. فهرس للمخطوطات الإسلامية الموجودة في المكتبات الخاصة؛ وهذا العمل تحت الطبع؛ وفيه قرب المؤلف للباحثين أسماء جميع المخطوطات في ما يزيد عن 35 مكتبة، فيها أكثر من ثلاثة آلاف مخطوط.
كما يعمل الآن على وضع كتاب فيه تعريف للمطبوعات والمخطوطات الزيدية.
ويعلم كل من بحث عن ترجمة رجل، أو عن مؤلفات عالم، كم من الجهد الذي يستغرقه؛ فما بالك بأكثر من ألف ترجمة؛ وآلاف من المؤلفات ، وفي طريق لم تسلك من قبل. أما عن الفهرسة فيكفي أن يتصور القاريء عناء السفر من قرية إلى قرية، في طرق غير معبدة، وفي حالة صحية سيئة؛ فالمؤلف مصاب بالتهاب فيروس الكبد؛ ثم ليتصور القاريء مكتبة مليئة بالكتب المخطوطة، والمؤلف يأخذها كتابا كتابا، ليأخذ ما تيسر من المعلومات عنها، ليضعها بين يدي القاريء الكريم. فجزى الله المؤلف خيرا وشكر له هذا السعي، وأشركه في أجور كل من يبحث أو يكتب أو يدرس هذا الفكر ورجالاته.
مخ ۱۷