105

Achieving the Desired Outcome by Explaining the Three Fundamental Principles

حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

خپرندوی

مكتبة الرشد

ژانرونه

ومعناها: لا معبود حق إلا الله وحده. ــ إلا أولي العلم، فلو كان من البشر من هو أفضل من أولي العلم أو مثلهم لذكر. الوجه الثاني: أن الله تعالى قرن شهادتهم بشهادته، وهذه رفعة لهم، حيث إنهم يشهدون بألوهية الله ﷾ وإفراده بالعبادة. وقوله تعالى: ﴿قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ القسط: هو العدل في القول والعمل والحكم. و﴿قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ حال لازمة، أي: شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ اله إِلاَّ هُوَ حال كونه ﴿قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾، ثم أعاد توحيده مرة أخرى ﷾ فقال: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ . قوله: "ومعناها"، أي: شهادة أن لا إله إلا الله "لا معبود حق إلا الله" فلا إله، أي: "لا معبود"، وأصل إله بمعنى: مألوه، من أله يأله إلهة، أي: عبد يعبد عبادة، والتأله في لغة العرب معناه: التعبد. فـ"لا" هنا نافية للجنس وتسمى أيضًا في بعض كتب النحو بـ"لا التبرئة"، فإذا قال: لا إله إلا الله، تبرأ من جميع المعبودات إلا الله. و"إله" اسم "لا" والخبر محذوف، والنحويون يقدرون الخبر كلمة "موجود"، وهذا التقدير ليس بصحيح إذ لا يصح أن يقال: إله موجود إلا الله؛ لأن فيه آلهة موجودة كثيرة غير الله ﷾. مثل الأشجار والأحجار والأشخاص إلى غير ذلك، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ ١. فهذا التقدير لا يصلح، والصواب أن يكون

١ سورة لقمان، الآية: ٣٠.

1 / 109