اعداد او د انسان جوړول: شمېرل او د انسان خوځنده دورانونه
الأعداد وبناء الإنسان: العد ومسار الحضارات الإنسانية
ژانرونه
9
ما يبدو واضحا من هذه النتائج وغيرها، هو أن العديد من الأنواع تستطيع التمييز بين الكميات بشكل تقريبي. غير أن هذه النتائج تشير أيضا إلى أن تمييز الكميات يعتمد في بعض الأحيان على الإدراك التقريبي لبعض العوامل المستمرة (أي إن بعض الاختيارات في المواقف التجريبية وغير التجريبية، يعكس تفضيلا «للكمية» الأكبر من عنصر ما). ومثلما أشار عالم الإدراك كريستيان أجريلو مؤخرا إلى أن «العددية تتغير تغيرا مصاحبا لبعض السمات المادية الأخرى (وهي المساحة التراكمية للسطح أو السطوع أو الكثافة أو المساحة الإجمالية التي تشغلها المجموعات)، ويمكن للكائنات استخدام الحجم النسبي للمتغيرات المستمرة، لتقدير أي المجموعات أكبر أو أصغر.»
10
وتمييز مقدار مثل هذه السمات ذات الصلة، يقدم مزايا واضحة لبقاء الأنواع ونجاحها في التكاثر. بالرغم من ذلك، فهذه القدرات تختلف في طبيعتها عن القدرتين العدديتين لدى البشر؛ القدرة على تمييز المجموعات الصغيرة، والتعرف على عددها بصريا بسرعة وتلقائية، والقدرة على التوصل إلى عدد المجموعات الكبيرة بشكل تقريبي.
غير أن بعض الأبحاث التجريبية تقترح بقدر أكبر من الوضوح أن بعض أنواع غير الرئيسات، تتشارك معنا في واحدة على الأقل من هاتين القدرتين العدديتين، وهي الحاسة العددية التقريبية الفطرية. إضافة إلى ذلك، ففي حالة عدد قليل من الحيوانات التي أجريت عليها الاختبارات، مثل الكلاب أو طيور أبي الحناء النيوزلندي، يبدو أنها تستطيع تمييز عدد العناصر في المجموعات الصغيرة بدقة، كالإنسان تقريبا. وبالفعل، فقد أوضحت الأبحاث أن طيور أبي الحناء النيوزلندي قادرة على التمييز بين عنصر واحد مقابل عنصرين، وكذلك بين عنصرين مقابل ثلاثة عناصر، وثلاثة عناصر مقابل أربعة عناصر. بالرغم من ذلك، فعند المقارنة بين مجموعات يزيد عددها على أربعة عناصر، لا تنجح في التمييز إلا أن يكون معدل الفرق بين المجموعتين 1 : 2 على الأقل، أي إذا كان عليهم الاختيار مثلا بين أربعة عناصر وثمانية. وهذا الاستعداد لتمييز الكميات الصغيرة بدقة، وتمييز الكميات الكبيرة بشكل تقريبي، يذكرنا للغاية بما لاحظناه فيما يتعلق بالبشر الذين لم يكتسبوا مهارة اللغة بعد، والبشر الذين ينتمون إلى ثقافات لا عددية.
11
ومن المثير للدهشة أن بعضا من أفضل الأدلة المستقاة من أنواع مختلفة، بشأن الأنظمة المحددة لتمييز الأعداد، يأتي من نوع أبعد صلة بالبشر من ناحية تطور النوع. لقد أثبتت الأعمال البحثية الحديثة أن أسماك الجوبي (وهي نوع من الأسماك الصغيرة) تستطيع تمييز الكميات الصغيرة وتقدير الكميات الكبيرة كذلك. لقد قام الباحثون في مجال الإدراك لدى الحيوانات بوضع أسماك الجوبي؛ كل بمفردها في بيئة تستطيع فيها الاختيار بين الانضمام إلى واحدة من مجموعتين ظاهرتين. وحين كان عدد كلتا المجموعتين يزيد على أربع سمكات، كانت الأسماك تختار الانضمام إلى المجموعة الأكبر، التي ستكون أكثر أمنا في أغلب الأحوال، غير أنها كانت تستفيد في هذا الاختيار من وجود فرق كبير في النسبة بين المجموعتين. ومعنى هذا أنها كانت تختار المجموعة الأكبر في معظم الأحوال، إذا كان الاختلاف بين عددها وبين عدد المجموعة الأصغر بنسبة 2 : 1 أو 3 : 1 أو 4 : 1، وتزداد احتمالية اختيارها، بزيادة حجم النسبة بين الخيارين. وأيضا كانت أسماك الجوبي تختار المجموعة الأكبر عادة من مجموعتين، حين كانت كل مجموعة تحتوي على أربع سمكات أو أقل. ومن المثير للاهتمام أن هذا الاتساق في الاختيار لم يتأثر وفقا للنسبة في الكميات الأصغر. فإذا كانت إحدى المجموعتين تحتوي على سمكتين، والأخرى تحتوي على أربع سمكات، كانت الأسماك تختار المجموعة الأخيرة في ثلثي المرات تقريبا. وحتى حين كانت إحدى المجموعتين تحتوي على ثلاث سمكات، وتحتوي الأخرى على أربع، كان السمك لا يزال يختار المجموعة الأخيرة في ثلثي المرات تقريبا. وبالرغم من أن البشر يؤدون مثل هذه المهام بدقة أكبر من ذلك بكثير، فثمة تشابه مثير للاهتمام في استجابات الأسماك. إنها مثلنا، يبدو أنها تميز الكميات الصغيرة بدقة، مقارنة بتمييزها للكميات الكبيرة.
12
لقد تعلم الباحثون القدر الكبير عن الإدراك العددي لدى أنواع الرئيسات فيما دون البشر، لكن ما لم يتعلموه بعد لا يزال أكبر. إن الصورة التي ترسمها الأعمال المعنية بهذا الموضوع، التي لم أشرح منها إلا القدر القليل، لا تزال غير واضحة؛ ففي حالة العديد من الأنواع، يبدو أن تمييز الكميات يستند بصفة أساسية على الإدراك الحسي للمتغيرات المستمرة، مثل مقدار ما يدركونه من حركة. إضافة إلى ذلك، فإن استراتيجيات التمييز التي تستخدمها بعض أنواع من غير الرئيسات ، يمكن أن تختلف وفقا للمهمة أو للمحفز الذي تتضمنه المهمة، وسوف تستمر الأعمال المستقبلية في اختبار مثل هذه المتغيرات. وستكون هذه الأبحاث محورية في فهمنا لتطور الأنظمة العددية البيولوجية العصبية، مثل تلك الموجودة لدى الإنسان. فنحن لا نعرف حتى الآن، على سبيل المثال، مدى تميز الإدراك العددي لدى الفقاريات، أو مدى تميز المهارات العددية الفطرية لدى الرئيسات، مقارنة بغيرها من الفقاريات الذكية مثل الطيور. علاوة على ذلك، فلا تزال هناك فجوات واضحة في سجل التجارب على الحيوانات الأخرى؛ فعلى سبيل المثال، لا توجد أعمال قد أجريت بشكل منهجي على مهارات إدراك الكميات لدى الزواحف. وسوف يساعدنا سد هذه الفجوة الموجودة في سجل التجارب، على تحقيق فهم أفضل عن مدى قدم القدرات العددية الفطرية لدى الإنسان، وكذلك مقدار ما يعود من القدرات العددية لدى العديد من الأنواع إلى السمات المتناددة التي تتشارك فيها مع البشر. إذا لاحظ الباحثون وجود قدرات مشابهة لدى الزواحف، فربما يكون لدينا دليل أوضح على أن بعض القدرات العددية المتناددة تعود إلى النوع السالف من الثدييات، كالزواحف والطيور والأسماك وغيرها الكثير من الفقاريات، وهو نوع يعيش منذ ما يزيد على 400 مليون سنة.
الإدراك العددي لدى الرئيسات
ناپیژندل شوی مخ