قال: إذا كان ذلك، فكيف رأيت؟ أجاب: رأيت أنك صادق في كل ما رويته.
قال: وكذلك رأى المحامي، ولكنك ستكون على رأيه أيضا في قضيتي.
قال: كلا! فإني قد أخالفه؛ لأني لا أفهم معنى القنوط، وما أنا إلا مثل تلك الضفدع التي تسلقت الجبل، فقد كانت بطيئة السير ولكنها وصلت، وهكذا قضيتك، فإن أمرها قد يطول، ولكنك تفوز بها إذا وثقت بي واعتمدت علي، فهل تريد أن تعهد بها إلي؟ - دون شك، ولكن انظر إلى ملابسي تعلم أني من الفقراء. - إننا لا نحتاج في البدء إلى المال، فقل لي: أين تقيم؟ - في شارع مونمارتر، رقم 31. - حسنا، فعد الآن إلى منزلك واطمئن. - متى أراك؟ - عندما يحدث ما يضطرني إلى مقابلتك.
وعند ذلك افترقا، فعاد الرجل إلى مكتب المحامي، وذهب فيلكس إلى غرفته؛ حيث التقى فيها بصديقه شارنسون، فصافحه وعلائم البشر بادية في وجهه، وقال له: لقد عدت إليك بقلب ملؤه الرجاء. - قال: هل أتيت بشيء من المال على الأقل؟ أجاب: كلا! - ولكن ألا تعلم أنه ليس لدينا دراهم؟ - هذا أكيد. - كيف تريد أن نتغدى؟
فأطرق فيلكس برأسه ولم يجب. وعند ذلك سمع شارنسون صوت رجل ينادي في الطريق، وهو من أولئك الذين يشترون الملابس القديمة، فنظر الاثنان نظرة حزن إلى ملابسهما المعلقة، وقد جال في فكريهما خاطر واحد.
وقد بحث شارنسون في هذه الملابس، واختار رداء يلبس فوق الثياب (معطف)، فقال لفيلكس: إننا الآن في غنى عن هذا الرداء، فنحن في شهر أبريل، فتنهد فيلكس وقال له: افعل ما تشاء، وأطل شارنسون من النافذة ونادى الرجل، ثم قال لصاحبه: إنه سيصعد مائة وثلاثين درجة قبل وصوله إلينا، فلنتباحث في شأن هذا الرداء، فكم تطلب ثمنا له؟
أجاب: لا أعلم؟
قال: أأطلب عشرين فرنكا؟
أجاب: لا شك أنك مجنون.
قال: إنه إذا نقدنا هذه القيمة عشنا بها أربعة أيام إلى أن يتم اتفاقي مع بائع الخمور، فقد وعدني أن يستخدمني بماية فرنك في الشهر.
ناپیژندل شوی مخ