قال: اطمئني، فإني لا أذكر اسمك، واعلمي أني لست صديقك فقط بل حليفك أيضا، وقد أخذ منذ تلك الساعة يحدثها أحاديث مختلفة دون أن تبدو منه كلمة تشعر منها باكيتا بيأس قلبه، ثم ودعها وعاد إلى النادي.
ولقد كان هذا البرنس من أهل العزيمة والإرادة والصبر على الشدائد، فإنه كان يحب باكيتا أصدق حب، حتى إنها لو أرادت منذ ساعة لتزوج بها وباتت من الأميرات، ولكنه حين وقف على حقيقة أمرها رثى لها ولخطيبها، وتناسى كل ذلك الحب الذي كان يغلي في صدره كما تغلي المياه في القدور، ولم يعد يخطر له إلا أنه يجمع بين هذين الحبيبين بجامعة الزواج، ويمهد سبيل النجاة لذلك الخطيب الأنوف.
وقد اتفق حين وصوله إلى النادي أنهم كانوا يتحدثون بصناعة النقش، فيزعم بعضهم أن هذا الفن قد انحط عن مقامه القديم، ويقول آخرون: بل إنه سائر في سبيل الارتقاء، وإنه يوجد كثير من البارعين فيه لم تمهد لهم حظوظهم سبيل الظهور، فاغتنم البرنس هذه الفرصة، وانضم إلى أصحاب هذا الرأي، فأبدى رأيه في هذا الموضوع، ثم قال لهم: ودليل ذلك أنني علمت بالأمس عن فتى يقال أنه أبرع مثال ولا يعرفه أحد، فهل سمع واحد منكم باسم فيلكس المثال.
فقال واحد منهم: إني قرأت منذ يومين هذا الاسم تحت تمثال رأيته من آيات الصناعة. قال: عند من وجدته؟
أجاب: عند بائع رسوم، وقد أخبرني أن هذا الفتى سيعرض مثالا جميلا في المعرض القادم.
قال: إني أعرف عنوان هذا النقاش، ولا بد من زيارته، فمن يريد منكم أن يصحبني إليه؟
فأجابه مركيز من الحضور قائلا: أنا.
قال: ألا يزال بيتك في شارع هيلدر؟
قال: نعم.
قال: إذن سأمر بك غدا بين الساعة الثامنة والتاسعة، وقد اتفقنا على ذلك. وعاد الحاضرون إلى المباحثة في غير ذلك من الشئون.
ناپیژندل شوی مخ