ابو الشهدا حسین بن علی
أبو الشهداء الحسين بن علي
ژانرونه
وللتاريخ اختلافات كثيرة، نسميها بالاختلافات اللفظية أو العرضية؛ لأن نتيجتها الجوهرية سواء بين جميع الأقوال، ومنها الاختلاف على مدفن رأس الحسين عليه السلام. فأيا كان الموضع الذي دفن به ذلك الرأس الشريف، فهو في كل موضع أهل للتعظيم والتشريف. وإنما أصبح الحسين - بكرامة الشهادة وكرامة البطولة وكرامة الأسرة النبوية - معنى يحضره الرجل في صدره وهو قريب أو بعيد من قبره. وإن هذا المعنى لفي القاهرة، وفي عسقلان، وفي دمشق، وفي الرقة، وفي كربلاء، وفي المدينة، وفي غير تلك الأماكن سواء.
وقاحة ابن زياد
ويقل الاختلاف أو يسهل التجاوز عنه كذلك فيما حدث بين فاجعة كربلاء ولقاء يزيد.
فالمتواتر الموافق لسير الأمور أنهم حملوا الرءوس والنساء إلى الكوفة، فأمر ابن زياد أن يطاف بها في أحياء الكوفة ثم ترسل إلى يزيد.
وكانت فعلة يدارونها بالتوقح فيها على سنة المأخوذ الذي لا يملك مداراة ما فعل. فبات خولي بن يزيد ليلته بالرأس في بيته، وهو يمني نفسه بغنى الدهر كما قال. فأقسمت امرأة له حضرمية: «لا يجمع رأسها ورأسه بيت وفيه رأس ابن رسول الله.»
ثم غدا إلى قصر ابن زياد، وكان عنده يزيد بن أرقم من أصحاب رسول الله، فرآه ينكث ثنايا الرأس حين وضع أمامه في إجانة، فصاح به مغضبا: ارفع قضيبك عن هاتين الثنيتين؛ فوالذي لا إله غيره، لقد رأيت شفتي رسول الله على هاتين الشفتين يقبلهما، وبكى.
فهزئ به ابن زياد، وقال له: لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، لضربت عنقك!
فخرج يزيد، وهو ينادي في الناس غير حافل بشيء: أنتم معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة وآثرتم ابن مرجانة، فهو يقتل شراركم ويستعبد خياركم.
وأدخلت السيدة زينب بنت علي رضي الله عنها، وعليها أرذل ثيابها ومعها عيال الحسين وإماؤها، فجلست ناحية لا تتكلم ولا تنظر إلى ما أمامها. فسأل ابن زياد : من هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟
فلم تجبه، فأعاد سؤاله ثلاثا وهي لا تجيبه، ثم أجابت عنها إحدى الإماء: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله
ناپیژندل شوی مخ