فرفعت جلنار نظرها إلى ريحانة وفي عينيها دمعتان تترددان بين المآقي، وأرادت الكلام فشرقت بريقها وسكتت.
فقالت ريحانة: «إنك لا تعلمين وأنا لا أعلم، فما علينا إلا التحري والاستفهام.»
قالت جلنار: «من يكشف لنا حقيقة ذلك؟»
قالت ريحانة: «ألا تعرفين الضحاك؟»
فقالت جلنار: «وهل تظنينه يستطيع خدمتنا في هذا الأمر؟»
قالت: «أظنه أقدر الناس على ذلك إذا أراد، ولا يغرنك ما يبدو من مجونه؛ فإنه داهية حازم يعتمد عليه في الأمور العظام.»
فقالت جلنار: «ومن يخاطبه في الأمر؟ إنني أخشى أن يفشي سرنا، فيطلع والدي على أمرنا، فتكون البلية الثانية شرا من الأولى.»
قالت: «كوني في سلام وطمأنينة وأنا أدبر الأمر معه. إنما نحتاج إلى بعض النقود.»
فقالت جلنار: «هل تعرفين أن للمال قيمة عندي! اطلبي من خازنتي ما تريدين ، وتصرفي كما تشائين، وأنبئيني بنتيجة سعيك.»
قالت: «ينبغي لنا أن نسعى في الأمر الليلة؛ إذ لا نضمن بقاء هؤلاء الضيوف عندنا إلى غد أو بعده.»
ناپیژندل شوی مخ