فلم تتمالك جلنار أن تقول: «هل رأيت أبا مسلم؟»
قالت: «خفضي صوتك يا مولاتي؛ لأن لهذه الجدران آذانا. نعم شاهدته، وشاهدتك أيضا.» قالت ذلك بنغمة خاصة.
فخجلت جلنار من تسرعها في إظهار عواطفها، ثم تذكرت ثقتها بريحانة فقالت: «وكيف رأيته يا ريحانة؟»
قالت: «رأيته لائقا، ولكن تمهلي ولا تتعجلي. إن في العجلة الندامة، وفي التأني السلامة.»
قالت: «أراك قد أدركت مكنونات قلبي ولم يخف عليك شيء!»
قالت الماشطة: «لم يخف علي شيء، ولكنني أرى المسألة تحتاج إلى الحكمة والتؤدة.»
فلم تعد جلنار تستطيع إخفاء عواطفها، فقالت: «وما العمل يا ريحانة؟ دبريني برأيك. لقد نفد صبري، فإني لا ألبث أن أزف إلى ابن الكرماني، وأنا لا أريده ولا أحبه.»
قالت: «أتحبين أبا مسلم؟» وضحكت.
فأطرقت جلنار ولسان حالها يقول: «نعم، أحبه.»
فقالت ريحانة: «وهل هو يحبك؟»
ناپیژندل شوی مخ