ويقول «الشهرستاني» إنه في سنة 1889 أعلن عن وظيفة مغير في الكتبخانة الخديوية، فتقدم إليها الشاب (النونو) محمد مسعود، ولكنه لم يدخل الميري.
وانصرف إلى الدرس والمطالعة ومراجعة أجزاء الإنسكلوبيدية الفرنسوية (الكبرى) التي اشتراها حينذاك من «شبرقته».
وفي ذاك الحين أنشأ المرحومان الشيخان أحمد ماضي وعلي يوسف جريدة المؤيد، فتطوع الشاب محمد مسعود لمعاونتهما محررا في المؤيد ومترجما وكاتبا للسياسة الخارجية.
كان ذلك لأربعين سنة خلت بالكمال والتمام.
ومنذ انضم مسعود إلى الصحافة وهو بدرها اللامع ومترجمها البارع وأستاذها المحنك، صديق الجميع وأنس المجالس بالرغم من كل ما جرى من مخاصمات وحروب قلمية بين صاحب المؤيد وأصحاب المقطم، ثم بينه وبين صاحب اللواء، وأخيرا بينه وبين أحمد لطفي السيد، وحزب الأمة أصحاب «الجريدة».
وأنت إذا رجعت إلى الخمسة عشر مجلدا الأولى للمؤيد، فتأكد أن كل ما فيها من تلغرافات وفصول سياسية أجنبية من صنع الأستاذ مسعود، تتجلى فيها كلها الرقة والدقة والأمانة في النقل.
ولم يكتف مسعود بالكتابة في المؤيد، فأنشأ مجلة الآداب العربية وجريدة ممفيس الفرنسوية. واشترك (برضه منذ سبع وثلاثين سنة) كل من كامل إبراهيم بك (وزير الزراعة الحاضر) والمرحومين صالح نور الدين وعلي أبو الفتوح باشا (وكيل المعارف سابقا)، وكان الثلاثة قد قدموا حديثا من أوروبا بعد أن أحرزوا ليسانس الحقوق في جامعة مونبليه، فأنشئوا جمعية للتعريب وترجموا وطبعوا كتاب «أصول الاقتصاد السياسي» لجيوفنس، وأعلنوا عن ترجمة كتاب «التربية» لسبنسر ولكنهم لم يظهروه.
وتولى تحرير «المؤيد» الفرنسوي.
وترجم رواية «وردة» لإيبرس.
ونشر «تقويم المؤيد» الذي دعاه بعدئذ «تقويم مسعود»، وعطله في أول الحرب الدولية لارتفاع أسعار الورق.
ناپیژندل شوی مخ